قالت الشرطة السويدية إن أعمال شغب اندلعت يوم منذ الجمعة 28 غشت 2020، و لا زالت قائمة، في مدينة مالمو بجنوب البلاد حيث تجمع ما لا يقل عن 300 شخص للاحتجاج على أنشطة مناهضة للإسلام.
وذكر متحدث باسم الشرطة أن المحتجين رشقوا رجال الشرطة بكل ما طالته أيديهم كما أُضرمت النار في إطارات سيارات. وكان متطرفون يمينيون قد أحرقوا في وقت سابق الجمعة نسخة من القرآن في مالمو.
وقال المتحدث ” لم نسيطر على الوضع ولكننا نعمل بقوة للسيطرة عليه..نرى أن هناك صلة بين ما يحدث حاليا وما حدث في وقت سابق اليوم”.
وأضاف أن المظاهرات تصاعدت في نفس المكان الذي أحرق فيه عناصر من اليمين المتطرف القرآن الكريم.
وقالت صحيفة آفتونبلاديت إن مالمو شهدت عدة أنشطة مناهضة للإسلام يوم الجمعة من بينها قيام ثلاثة رجال بركل نسخة من القرآن فيما بينهم في ميدان عام.
وأضافت الصحيفة أن الاحتجاجات المناهضة للإسلام وقعت بعد رفض منح راسموس پالودان زعيم حزب “الخط المتشدد” الدنمركي اليميني المتطرف تصريحا لحضور اجتماع في مالمو وتم منع دخوله عند الحدود السويدية.
وفي سياق متصل، أعلنت السويد الجمعة أنّ بالودان، المعروف باستفزازاته للمسلمين، ممنوعٌ من دخول أراضيها لمدّة عامين، لأنه يمثّل “تهديدًا للمصالح الأساسيّة للمجتمع”.
وقالت المتحدّثة باسم شرطة مدينة مالمو، كالي بيرسون، لوكالة فرانس برس “نشتبه في أنّ (بالودان) سيرتكب مخالفة للقانون في السويد”.
وأضافت “كما أنّ هناك خطرًا بأن يُشكّل سلوكه (…) تهديدًا للمصالح الأساسيّة للمجتمع”.
وكان مقرّرًا أن يتوجّه بالودان الجمعة إلى مالمو في جنوب السويد، لتنظيم تظاهرة مناهضة للمسلمين، وكان دعا إلى حرق القرآن.
ووفقاً للشرطة، فقد سبق له أن قدّم طلباً للحصول على تصريح، لكنّ طلبه رُفض على أساس أنه “لا يمكن ضمان سلامته ولا سلامة المارّة أو المتظاهرين المناوئين” له.
وحاول بالودان رغم ذلك أن يتوجّه إلى المدينة السويديّة، لكنّه أوقِف في ليرناكين بالقرب من مالمو.
وقالت بيرسون إنّ انتهاك بالودان “للحظر المفروض على ذهابه إلى السويد” يُشكّل في حدّ ذاته سببًا للترحيل.
وكان متعاطفون مع بالودان تجمّعوا خلال النهار، وقد اعتُقِل ثلاثة أشخاص للاشتباه في تحريضهم على الكراهية العنصريّة، حسب وسائل إعلام محلية.
وأشارت وسائل الإعلام إيّاها إلى اندلاع حوادث في مالمو في المساء بعد إقدام أفراد على إحراق القرآن.
وكتب بالودان على فيسبوك أنّه تمّ ترحيله من السويد “مع منع دخول إليها لمدّة عامين”، مضيفًا “لكنّ المغتصبين والقتلة مرحّب بهم دائمًا!”، مرفقًا رسالته هذه برمز تعبيريّ لوجهٍ يبكي من الضحك.
ويُنظّم بالودان، وهو محام وناشط على يوتيوب، بانتظام تظاهرات تضمّ عددًا من الأشخاص، تعبيرًا عن معارضته للهجرة ولما يعتبر أنّه أسلمة للمجتمع.