لبيلتة : حتى لا نتسرع في قرار الدخول المدرسي و نكرر خطأ قرار عيد الأضحى

لبيلتة : حتى لا نتسرع في قرار الدخول المدرسي و نكرر خطأ قرار عيد الأضحى عبد الحميد لبيلتة
تعالت بعض الأصوات حول ضرورة تأجيل الدخول المدرسي القادم، بسبب الانتشار الأخير المهول للحالات الحاملة لفيروس كورونا في كل جهات المملكة. ومعلوم أن وزارة التربية الوطنية قد قامت بتعليق الدراسة الحضورية للموسم الدراسي 2019\2020 منذ 16مارس 2020 ، والاكتفاء بالدراسة عن بعد، باستثناء حضور امتحانات الباكالوريا في الدورة العادية والاستدراكية..
وحسب المعطيات المتوفرة أن الدراسة عن بعد، كان قرارا استدعته ظروف الجائحة والحجر الصحي، إلا أن الشروط البيداغوجية والتقنية في المتابعة وتحقيق تكافؤ الفرص لم تكن متوفرة مما دفع بالوزارة إلى اتخاذ قرار ضرورة إجراء الامتحانات الإشهادية الخاصة بمستوى الثانية بكالوريا في جميع المسالك وتأجيل الامتحانات الجهوية لمستويات الأولى بكالوريا إلى بداية الدخول المدرسي القادم.
وأمام هذا الوضع المستجد في الإنتشار الواسع لفيروس كورونا، لا يمكن أن ندفع بالتلاميذ والتلميذات إلى الخطر في ظل هذه التطورات الوبائية. لذلك على وزارة التربية الوطنية أن توسع دائرة التشاور مع الجمعيات المهتمة بالعمل التربوي ومع النقابات وجمعيات آباء وأولياء التلاميذ والأطر التربوية والإدارية قصد دراسة سيناريوهات توقيت الدخول المدرسي القادم. فأي تسرع في اتخاذ أي قرار، ستكون عواقبه كارثية، مثل قرار إقامة شعيرة عيد الأضحى وما رافقها من مشاكل على مستوى حوادث السير والمساهمة في انتشار هذا الوباء في مدن لم تسجل أية حالة قبل عيد الأضحى.
لذلك لابد في هذه الظرفية الاستثنائية من توسيع دائرة الحوار والنقاش قبل اتخاذ قرار تاريخ الدخول المدرسي القادم. فالخطاب الملكي في 20غشت 2020 كان واضحا، بحيث أن الدولة قدمت كل ما لديها، وأن البنية الصحية العمومية أصبحت غير قادرة على التدخل.
فكلنا يقدر إيقاع الزمن المدرسي، وإكراهات حمولة الفصول الدراسية التي تستوعب في المتوسط في العالم الحضري مابين 35 و40 تلميذا وتلميذة، إضافة إلى محدودية الأطر التربوية والإدارية في سلك الإعدادي والتأهيلي، وثقل المقرر الدراسي... مما يطرح السؤال هل البنية التحتية و الصحية و التأطيرية في مدرستنا العمومية مهيأة لاستقبال الدخول المدرسي القادم في ظل تنامي الحالات الحاملة للفيروس؟ وهل استوفت الوزارة الوصية كل سيناريوهات الدراسة الحضورية والدراسة عن بعد؟
هي أسئلة وغيرها، تتطلب فتح حوار عمومي واسع وقرارات تشاركية مجتمعية لتأمين الدخول المدرسي القادم.
عبد الحميد لبيلتة / فاعل التربوي