رشيد لزرق: مذكرة المعارضة مناورة وورقة تفاوضية جديدة

رشيد لزرق: مذكرة المعارضة مناورة وورقة تفاوضية جديدة رشيد لزرق

أعتقد ان مذكرة المعارضة ليست سوى مناورة وورقة تفاوضية ستطرحها خلال المشاورات التي تجريها الأحزاب مع وزارة الداخلية.

 

كما أن عدم اعلان تحالف المعارضة وتقديم نفسها بديلا للأغلبية الحالية، هو بمثابة تفسير الماء بالماء، على اعتبار أن مذكرتها بقدر ما تفتقر لهندسة جديدة للمشهد السياسي، بقدر ما هي فقط تجميع لمطالب قديمة تمت صياغتها في حلة جديدة، وهو ما يفسر أن أحزاب المعارضة لا تملك رؤية واضحة المعالم؛ لكن الجديد الذي يمكن تسجيله مع ذلك هو اصطفاف حزب التقدم والاشتراكية إلى جانب حزب الأصالة والمعاصرة وإبقاء الباب مفتوحا لدخول بشكل منفرد مع من سياتي الأول في الانتخابات، من خلال عدم إعلان خطهم السياسي، وهو أمر يبدو موغلا في البرغماتية السياسية.

 

كما أن هذا الوضع يأتي في محاولة تلاؤم مع ما تعرفه الأغلبية الحالية من تصارع، والعدالة التنمية رغم أنها تقود الحكومة فإنها لن تتحمل مسؤولية رئاسة الحكومة.

 

ثلاثي الأغلبية قلق من بقائه في المعارضة ضمن جملة متغيرات لم تستطع فك طلاسمها، وخروج الأمين العام للتقدم والاشتراكية هو إقرار مسبق بأن تداعيات وانعكاسات المأزق الراهن تفوق قدرات ثلاثي المعارضة على تحمل مزيد من البقاء بالمعارضة، أو احتواء تبعتها على تنظيماتهم الحزبية.

 

لهذا فإن الحكومة الجديدة ستكون على غرار الحكومة السالفة، مجالا لخلط الأوراق، وفتح سجالات جديدة تعيد بها الصراع نحو التواجد، بحثا عن تضاربات منظومة حزبية، وفتح المجال في إعادة ترتيب الأولويات عبر تراجعات في مواقفها السياسية.

 

رشيد لزرق، أستاذ العلوم الدستورية وخبير الشؤون البرلمانية