كيف أضاع الساقطون 20 سنة من عمر نواة جامعية بقلعة السراغنة؟

كيف أضاع الساقطون 20 سنة من عمر نواة جامعية بقلعة السراغنة؟ مولاي أحمد بلبهلول (يمينا) رفقة محمد الكنيدري
في سنة 2007 تم التوقيع على اتفاقية شراكة بين جامعة القاضي عياض بمراكش والمجلس الإقليمي لقلعة السراغنة وجماعة قلعة السراغنة. الاتفاقية تتعلق بإنشاء نواة جامعية بقلعة السراغنة. وهو مشروع يكتسي اهمية بالغة لساكنة الإقليم والأقاليم المجاورة وخروجه إلى حيز الوجود سيحوله من مركز جامعي الى كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية. وقد تم تخصيص وعاء عقاري لهذا المشروع مساحته 40 هكتارا. هذا المشروع أصبح ملحا وضروريا أكثر من أي وقت مضى فبالرجوع إلى إحصاء عدد الطلبة والطالبات الذي لم يكن يتجاوز 350 سنة 2007 يتجاوز اليوم 4500 طالب وطالبة. لهذا نأمل أن ينبثق الاجتماع الذي انعقد يوم الاثنين 13 يوليوز 2020، بمقر عمالة إقليم قلعة السراغنة، تحت رئاسة عامل الإقليم وبحضور كل من رئيس جامعة القاضي عياض ورئيس المركز الجامعي بقلعة السراغنة ورئيس المجلس الإقليمي ورئيس جماعة القلعة وبعض رؤساء المصالح الخارجية، عن التسريع بإخراج هذا المشروع الى حيز الوجود في اقرب وقت ممكن. حيث تم التطرق خلال هذا الاجتماع الى مجموعة من النقط من بينها : تصفية الوعاء العقاري والتطهير والإنارة العمومية.
وللتاريخ، ففي أواخر تسعينات القرن الماضي التقيت وزير التربية الوطنية، آنذاك، محمد الكنيدري بفندق البرج بمدينة مراكش وبعد ان قدمت له نفسي، قلت له السيد الوزير لذي طلبان أتمنى أن تقبلهما مني ويتعلقان بمصلحة الطلبة والطالبات الجامعيين وبما أنك ابن الإقليم فعندي اليقين أنك ستقبلهما. 
- الطلب الأول سيدي الوزير، يهم انشاء نواة جامعية بقلعة السراغنة، لأن الكثير من الطلبة وخصوصا الطالبات ينقطعن عن الدراسة لعدة اسباب منها عدم تحمل الأسر الفقيرة مصاريف الكراء والنقل والأكل وجميع متطلبات الدراسة الجامعية، الأمر الذي يجعل الكثير ينقطع عن الدراسة، وسيرجع لك الفضل في انقاذهم من البطالة.
- الطلب الثاني: وبما أنك رئيس جمعية الأطلس الكبير أطلب منك تزويد مكتبات ثانويات وإعداديات ومدارس الإقليم بالمقررات والكتب لأن اغلب الآباء فقراء ولا يستطيعون شراء الكتب وتوفير جميع المتطلبات التي يحتاجها أبناؤهم. فرحب بالفكرة وقال لي بالحرف: "غادي تشوف نائب برلماني يطرح علي سؤال يطالب فيه بإحداث النواة.... وأعدك بأن جوابي سيكون بالموافقة. وسأبذل كل ما في جهدي لإنشاء هذا المشروع. أما بالنسبة لتزويد مكتبات الثانويات والإعداديات والمدارس، فأقترح عليك إنشاء فرع لجمعية الأطلس بقلعة السراغنة، وسأكون عند حسن ظنكم إن شاء الله، وسأفعل كل ما بوسعي لمساعدة هذا الإقليم".
وفي ختام اللقاء قلت له السيد الوزير، بدون تزلف، الشهادة التي يشهد بها الجميع في حقكم هي أنكم تتميزون وتختلفون عن جميع الوزراء بصراحتكم أثناء الرد عن الأجوبة. لأننا عهدنا الوزراء يقولون: الحكومة منكبة..، الوزارة تفكر، الوزارة تشتغل... إلخ إلخ، وأنت تقول: الله غالب، مانقدرش نواعدكم، في الوقت الحالي لا يمكن. وهذا زاد من مصداقيتكم عند المتتبعين والمهتمين. فتبسم ضاحكا وأعطاني رقم الهاتف الخاص. لكن البعض كان لهم رأي آخر ما جعلني أبتعد عن الموضوع.. وبهذا ضاعت أكثر من 20 سنة على إحداث نواة جامعية بقلعة السراغنة .