محمد الشمسي: سهو لجنة اليقظة.. لماذا أقصيتم "إبراهيم" من الدعم ؟ "عطيو للراجل رزقو..."

محمد الشمسي: سهو لجنة اليقظة.. لماذا أقصيتم "إبراهيم" من الدعم ؟ "عطيو للراجل رزقو..." محمد الشمسي
 
لم يتوصل إبراهيم من حصته من الدعم الذي خصصته الدولة للمتضررين من جائحة كورونا، إبراهيم الحامل لبطاقة التعريف الوطنية عدد TA 66529 يمارس فلاحة معيشية ضواحي مدينة بنسليمان، ما بين تربية "خريفات"، وزراعة "شوية الخضرة"، وحلب بقرته الوحيدة كل صباح طمعا في الاسترزاق بحليبها، وبالموازاة مع نشاطه الفلاحي، يقصد إبراهيم سوقين أسبوعيين ليتاجر في الخضر، لإنماء مورده المالي بغية إعالة أسرته...
كان إبراهيم يعد خسائر موسم الجفاف في مارس 2020، حيث جف بئره، و يبست مزروعاته، حتى تفاجأ بقرارات إغلاق الأسواق الأسبوعية، تفاديا لتفشي الوباء، ولم يعد لإبراهيم دخل ولا مورد، وعاد يتعيش على ما ادخره وعلى قلته التهمه في الأسبوع الأول للجائحة، واستبشر برغبة الدولة في دعم "ضحايا كورونا"، وهو واحد منهم، وهذه بطاقة"الرميد" الصالحة إلى سنة 2022 تشهد على قلة حيلته وضعف وسيلته وقصر يده، فقد أغلق الفيروس السوقين اللذين كان يتحصل منهما على "طريف ديال الخبز"، تكلف ولده الطالب الجامعي بتتبع إرشادات بعث طلب الدعم إلى الرقم الموعود، وتوصل كل الجيران ممن قام لهم الابن بالمهمة برسالة الاطمئنان، إلا الأب إبراهيم لم تكلف لجنة اليقظة نفسها حتى ان ترسل له  "عاود لقُبُّك"، استخلص كل أشباه حالته  الدفعتين الأولى والثانية، وإبراهيم غير مصدق أن لجنة اليقظة قد أقصته إقصاء، وكلما فتحت لجنة اليقظة مساحة للشكايات سارع إبراهيم بواسطة ابنه إلى إرسال تظلمه، لكن لا من يجيبه، رقم هاتفه صحيح وشغال، وبياناته متوافقة مع هويته، لكن لا من يقول لإبراهيم حتى "الله يجيب"...
 عاود الكرة في شهر يوليوز، فابتهج إبراهيم حين علم أن جوابا وصل على التو من الرباط ، فتح ابنه الرسالة التي طالما انتظرها إبراهيم والتي كان يظنها ستحمل له دعم الأشهر الثلاث المتخلذة في ذمة لجنة اليقظة، لكن الصدمة كانت قوية حين قالت رسالة الرباط :" طلبك مرفوض، لم يظهر اسمك مع المستفيدين السابقين"...، بدأ إبراهيم يكلم نفسه، هل يكون أحدهم اعترض سبيل الدعم الموجه له؟، هل يضعونه في خانة الأغنياء وهو "الواقف على باب الله"؟، فهو لا يملك من الأرض غير أرض الورثة يقيم عليها بيتا، هل تحتاج الاستفاذة من الدعم ل"تدويرة" او " معْرْفة"؟، حتى أن أحدهم لم يصدق أن يتم حرمان إبراهيم من الدعم وهو الفقير الواقف على "باب الله"، فهاتف باشا بالإقليم يستفسره عن حالة إبراهيم، أوضح الباشا أن السلطة المحلية لا دخل لها في صندوق الدعم، وأن دورها محدود وضيق، وأن لجنة اليقظة هي "مولات الرأي والشوار".
تم رفع الحجر الصحي، وفُتِحت الأسواق الأسبوعية، فتنفس إبراهيم الصعداء، لكنه وجد أن "رحبة بيع الخضر" قد تم حذفها من مساحة السوق الأول لكون البقعة المخصصة لها ملك خاص لصاحبها الذي سيجها في انتظار بناء محطة وقود عليها، فيما كان السوق الثاني لا يزال مغلقا و يجري تنقيله من مكانه...
من الصعب إقناع إبراهيم أنه مغربي في وطن فيه مثقال ذرة من المساواة والمكاشفة والشفافية، وأن في هذا الوطن دستور وقانون، وأن الجفاف أفقده "الصابة" ، وأن كورونا أفقده السوقين الأسبوعيين، وأن إقصاء لجنة اليقظة يوشك أن يفقده العقل...
حرام عليكم ... عطيو للراجل رزقو ...عطيو للراجل حقو...وراه رقم بطاقة تعريفه الوطنية عندكم ...وشوفو شحال من إبراهيم ضيعتوه وقصيتوه...ياك عافلوس صندوق الجائحة هادوك...