رئيس الحكومة العثماني يغتال أمل شيخات وشيوخ العيطة العبدية في زمن كورونا (مع فيديو)

رئيس الحكومة العثماني يغتال أمل شيخات وشيوخ العيطة العبدية في زمن كورونا (مع فيديو) الشيخ جمال الزرهوني يتوسط سعد الدين العثماني وعثمان الفردوس

فرض علينا هذا المقال أن نتصرف في "عيطة خربوشة" ونستحضرها كرمز تاريخي للمقاومة والتصدي للظلم، ونهدي مقطع منها (بتصرف) لرئيس الحكومة سعد الدين العثماني ووزير الثقافة الفردوس

"هاك لويزك دكو حديد

فرج العلي مازال قريب

ألباس أولباس أولباس

هاك الدق بلا قرطاس

العثماني يامهجج اللامات / يامهدم لفراكات / يا مشتت لعلامات

مابقى كد مافات

وحلفت الجمعة مع الثلاث

يا العثماني والله فيك لا بقات

ياك طغيتي وتجبرتي

بلا تويل بلا حكمة /ربي كبير وقريب

وخا قتلني وخا خلاني

راني ماندوز بلادي راني عبدية

لا سماحة ليك أليام

على حقي اللي ضاع هاذ ليام"

وجه شيوخ العيطة العبدية بحاضرة المحيط نداء استغاثة في زمن حكومة القهر الكوروني، بعد أن أقفل رئيس الحكومة سعد الدين العثماني في وجوههم باب الأمل وشمع نوافذ الفرح ودق آخر مسمار في نعش رواد وشيوخ العيطة العبدية بقوله الصريح:" لا أعراس ولا حفلات ولا مهرجانات ".

لقد أصدر سعد الدين العثماني حكم الموت المؤجل وأطلق رصاصة الرحمة على صدور شريحة واسعة من محترفي فن العيطة ومجموعات الغناء الشعبي بأسفي التي قاومت زمن الحجر أكثر من أربعة أشهر بأنفة وكبرياء وكرامة إنسانية في انتظار الفرج.

رئيس جمعية شيوخ العيطة العبدية بأسفي الفنان جمال الزرهوني تحدث في فيديو بحضور ثلة من الفنانين المخضرمين والشباب من أعلام العيطة العبدية، بحرقة قائلا:

"لقد وصلت الجنوية للعظم....ولأول مرة سنقول ما يجب قوله"، موجها كلامه لرئيس الحكومة و وزير الثقافة والشباب والرياضة "إن شيوخ العيطة العبدية قد نفذ صبرهم، في ظل أزمة الجائحة التي قضت على آمالهم وأحلامهم في استئناف أنشطتهم الفنية، إنهم يحتضرون في صمت ويعيشون مهمشين"

وأعطى مثالا للأزمة التي يعيشها قطاع شيوخ فن العيطة بـ "الحمار الذي يأكل من البردعة"، في فترة جائحة الجفاف، ولم يجد ما يأكل في مربطه والتفت إلى "البردعة المحشوة بالتبن أو الحلفة.

لقد عبر جمال الزهوني عن واقع الحال، متحدثا بلسان شيخات وشيوخ العيطة الذين يتجرعون مرارة التهميش والنسيان وأفاد قائلا: "الشيخة عيدة إيقونة فن العيطة لا تجد درهما واحدا لمواجهة جائحة الفقر والجوع والمرض، ونفس الحالة يعيش عليها الشيخ الرائد الداهمو الذي تأبط آلة العود وخرج لاستجداء المحسنين.....والشيخ عويسة وووو"

كيف يمكن لأفراد أسر وعائلات شيوخ العيطة أن يواجهوا إكراهات الحياة ومتطلباتها اليومية التي أضحت صعبة المنال، ومن سابع المستحيلات في غياب دعم وزارة الثقافة المسئولة عن القطاع وعن رواده الذين قدموا الشيء الكثير من أجل صيانة التراث اللامادي والمحافظة عليه كتعبير شعبي يعتبر من ذخائر الوطن الثمينة؟ يتساءل جمال الزرهوني الذي كان يتحدث بحرقة وجرح غائر بسبب قرارات حكومة "يفتح الله" و "الله يجيب".

لقد شكل تصريح رئيس الحكومة بخصوص إلغاء المهرجانات والحفالات والأعراس "ضربة قاتلة لشريحة شيوخ العيطة والغناء الشعبي بمدينة أسفي" يقول رئيس جمعية شيوخ عبدة جمال الزرهوني ويستطرد موضحا: "السي رئيس الحكومة، الناس باعت حوايجها، باش تعيش...راك مسؤول حكومي....والملك أوصى بالاهتمام والعناية ورعاية مطالب وحاجيات هذه الفئات من الشعب.".

 وأضاف مستغربا "هناك قطاعات وزارية قامت بما يلزمها من إجراءات، ودعمت فئاتها ومواردها البشرية... باستثناء شيوخ وشيخات فن العيطة الذين يتجرعون مرارة الحاجة والخصاص، والذين تم تهميشهم من طرف وزراة الثقافة"

ماذا قدمتم السي العثماني بصفتكم رئيس الحكومة لفئة من الشيوخ والشيخات طريحي الفراش، والذين أرهقهم المرض والفقر، وتحالف ضدهم الزمن الكوروني..مثل الشيخة عيدة التي تغالب دموعها كل دقيقة في انتظار من يجفف عيونها التي أصابها المرض، والشيخ الداهمو الذي يطلب الصدقة في الشوارع متسولا، والشيخ عويسة المريض بالقلب ويعاني في صمت بلا دواء، والشيخة حسناء ....واللائحة طويلة"

وناشد جمال الزرهوني وزير الثقافة ليتحمل مسؤوليته، و عامل إقليم آسفي للتدخل وإعمال سلطته التقديرية لإنصاف شيوخ وشيخات العيطة وممارسي الغناء الشعبي الذين يكابدون من أجل ضمان لقمة العيش.. وأن يعجل برفع ضائقة الفقر والحاجة عنهم، وينصفهم كفئة أعطت للحقل الثقافي والفني والتراثي ما يجعل بلدنا مفخرة بتراثه وموروثه الثقافي الشعبي.

 

رابط الفيديو هنا