محمد الشمسي: انتباه.. المدارس الخصوصية تعرض عقودا ملغومة على الآباء والأمهات

محمد الشمسي: انتباه.. المدارس الخصوصية تعرض عقودا ملغومة على الآباء والأمهات محمد الشمسي
قدمت عدد من المدارس الخصوصية عقودا للآباء والأمهات وأولياء التلاميذ قصد توقيعها، وتتضمن تلك العقود بنودا ملغومة، ومنها بند يتحدث عن "حالة القوة القاهرة"، حيث جاء في البند المفخخ أن ولي أمر التلميذ أو التلميذة ملزم بأداء كامل الواجبات المدرسية الشهرية خلال كل قوة قاهرة تعترض السير العادي للعملية التربوية، وأن التعليم عن بعد يكون بديلا شرعيا لكل توقف للتعليم الحضوري، وقد اختفت تلك المدارس الخصوصية خلف اللغة الفرنسية لإنجاح كمينها...
البند الثاني قالت فيه المدارس الخصوصية أن كل تلميذ تأخر ولي أمره في سداد الواجبات المدرسية الشهرية لمدة 15 يوما، يكون ممنوعا عليه "يعتب المدرسة".
أعود لمناقشة المقلب أو البند الأول، فالقوة القاهرة تطرق إليها المشرع وفصل فيها تفصيلا، تعريفا وتأثيرا ومسؤولية، ومعلوم أن كل اتفاق بين الطرفين يخالف القواعد العامة يعتبر كأنه لم يكن، فمفتي المدارس الخاصة لم يحسبها جيدا، وطبعا "اللي حسب بوحدو كيشيط ليه"، فقد توهم أصحابها أن الوباء مستمر، وان الدخول المدرسي المقبل لن يكون حضوريا، وأن بدعة " التعليم عن بعد" قد راقت الوزارة  مثلما راقت المدارس الخاصة، وهما يصران على أن يتسليا بها، مادامت لا تكلفهما سوى كاميرمان أو ويفي ، بدل أقسام وأساتذة ومدير و"صداع الراس ديال التلاميذ"،  وأن هذه المدارس الخصوصية  لن تبقى رهينة لشبه فراغ قانوني تخاصمها قواعده العامة، فاستحدثت لها هذه من كورونا "جيفة" في شكل فصول قانونية في عقد إذعان وعقد احتيال وعقد غدر ونصب، يقوم على استدراج الآباء والأمهات للتوقيع على "خلا دار باباهم"، وهي فضيحة جديدة تنضاف لفضائح وزير يتخذ من سعيد اسما، والحال أن قطاع التعليم هو حزين بئيس في عهده...
وأما المقلب أو البند الثاني، فتبغي المدارس الخصوصية من خلفه هدم قاعدة عامة تقوم على تقديم المصلحة الفضلى للتلميذ أو التلميذة على كل هواجس الربح والخسارة، بمعنى أنه يمنع على رب المدرسة الخصوصية حرمان تلميذ من حصصه الدراسية بحجة أن والد أو أمه لم يسددا الواجبات الشهرية المدرسية، وانه يتعين على رب المدرسة أن يطالب بما له عند الأب أو الأم بواسطة القضاء كأي مدين يطالب بدينه، وأن لا يخير التلميذ بين "الأداء أو الباب"...
هو مسلسل نهش لحوم الأُسَر التي قصدت تلك المدارس كرها لا طوعا، فلو كانت المدرسة العمومية في صحة جيدة لما تقوى هؤلاء القوم الذين تحولوا من "طماعين " إلى " مشرعين"، هو مسلسل يوضح بجلاء قيمة وحجم "الترابي" في دواخل من نستأمنهم على فلذات أكبادنا ليعلموهم قيم التربية والمواطنة والصدق والمنافسة الشريفة واللقمة الحلال...، فهل تفلح المدارس الخصوصية في استغفال الآباء والأمهات وجرهم نحو شباكها كما تفعل العنكبوت، فما إن يوقعوا تلك العقود حتى تتحرك العنكبوت لتكبلهم وتشل حركتهم بعد أن تحقنهم بسمها؟...
يبدو أنه لم تكتب بعد نهاية لفاجعة كورونا التي أنتجت كورونات ...