سعيد لكحل : "البيجيدي" يأكل الشوك بفم الأحزاب المتحالف معها ووهبي أضر بحزب البام

سعيد لكحل : "البيجيدي" يأكل الشوك بفم الأحزاب المتحالف معها ووهبي أضر بحزب البام سعيد لكحل(يمينا)، و العثماني، و عبد اللطيف وهبي (يسارا)

في حوار مع الباحث الأستاذ سعيد لكحل أكد لجريدة "أنفاس بريس" بأن الأمين العام لحزب الاصالة والمعاصرة قد سبق له أن "أعلن تودده للبيجيدي بمجرد انتخابه على رأس الحزب" حيث أعلن وهبي في ندوة لمؤسسة الفقيه التطواني "انتهى زمن كان فيه البام هو حطب نار المواجهة مع البيجيدي، والآخرون يركبون عليه للوصول للحكومة".

وأضاف نفس المتحدث موضحا بأن "البيجيدي يأكل الشوك بفم الأحزاب المتحالفة معه، وخير دليل مشروع قانون(تكميم الأفواه) الذي تحمل مسؤوليته الاتحاد الاشتراكي في شخص وزير العدل بنعبد القادر).

+ ما هي دواعي اللقاء بين وهبي والعثماني، هل هو تحضير للانتخابات المقبلة؟

بداية ينبغي التنبيه إلى أن الانتخابات تقوم على التنافس بين الأحزاب على أصوات الناخبين، والتحالف مع أي حزب لن يفيد الحزبين في شيء باستثناء في حالة اتفاقهما إما على تقاسم الدوائر الانتخابية، بحيث كل حزب يرشح في الدوائر التي لا يرشح فيها الحزب الحليف ،أو في حالة تقديم المرشح المشترك . وفي الحالتين معا يستحيل أمر التحالف بين البيجيدي والبام. هنا يمكن التساؤل عن دواعي اللقاء بين قيادتي الحزبين .

من المؤكد أن قيادة البام هي التي رغبت في اللقاء مع قيادة البيجيدي ولم تتلق دعوة من الأخيرة . وسبق للأمين العام للبام أن أعلن تودده للبيجيدي بمجرد انتخابه على رأس الحزب حيث أعلن سي وهبي في ندوة لمؤسسة الفقيه التطواني "انتهى زمن كان فيه البام هو حطب نار المواجهة مع البيجيدي، والآخرون يركبون عليه للوصول للحكومة".

مغازلة أمين عام البام للبيجيدي ليس لها من معنى سوى طي صفحة الصراع الإيديولوجي مع الإسلاميين وتغيير مواقف الحزب دون فتح نقاش داخلي. وهذا يضرب الديمقراطية الداخلية ويلغي دور أجهزة الحزب التقريرية ، فضلا عن كونها إساءة للحزب ولمناضليه . فالتودد للبيجيدي ومغازلته لن يُفيدا البام انتخابيا ولن يمنحاه أصوات إضافية ، بل لربما يحرمانه من أصوات انتخابية كان أصحابها يتعاطفون معه.

سياسيا لا توجد حاجة لهذا اللقاء ، فالبيجيدي يقود الحكومة بينما البام في المعارضة . وكان أحرى بالبام التنسيق مع أحزاب المعارضة لمواجهة مخططات الحكومة .هناك احتمال كبير أن السيد وهبي عازم على تصفية تركة العماري بغرض تليين خطاب الإسلاميين وبقية الأحزاب تجاه البام ، ومن ثمة تخفيض منسوب العداء السياسي والإيديولوجي تجاه الحزب.

 

+ كيف نفسر تحول موقف البام من مواجهة الأصوليين إلى التفاوض معهم.. هل المواجهة عقيدة ثابتة للبام أم هي فقط نزوة لكل زعيم؟

للأسف الشديد التغيير المفاجئ في مواقف البام من الإسلاميين يضر بالحزب وبمؤسساته وأجهزته. إذ لم يصدر ما يفيد أن أجهزة الحزب قررت فتح نقاش داخلي حول الأسس الإيديولوجية للحزب وخندق اصطفافه وموقفه من البيجيدي وعموم الإسلاميين .

فقرار التفاوض واللقاء مع قيادة البيجيدي اتخذه وهبي دون الرجوع إلى أجهزة الحزب ، أي تهميش لها . وهذا سيعطي الانطباع لدى الرأي العام الوطني بأن البام حزب الأفراد وليس المؤسسات . ومن ثم فمصالح الأفراد فوق مبادئ الحزب ، أي أن مبادئ الحزب تدور مع مصالح قيادة الحزب .

 

+ البيجيدي تحالف مع نقيضه (شيوعيو بنعبد الله) منذ 2011، وهاهو اليوم يتحالف مع نقيضه الآخر( البام الذي يكره الأصوليين). كيف نفسر تناقضات البيجيدي، وهل إذا أسس الشيطان حزبا سيتحالف معه البيجيدي؟

لا يخفى على المتتبع للساحة السياسية المغربية أن المستفيد الأكبر من أي تحالف مع خصوم البيجيدي هو البيجيدي نفسه . فهو يستغل التحالف مع خصومه الإيديولوجيين ليعطي الانطباع أنه حزب يؤمن بالاختلاف وبالتعاون ، وأنه يغلب مصلحة الوطن على مصلحة الحزب . وهذا نقيض للحقيقة. كما أن هذا التحالف يضع في طريق البيجيدي من يدافع عنه ويلمّع صورته ويزكي قراراته المجحفة في حق الشعب. ولطالما امتدح أمين عام حزب التقدم والاشتراكية نظيره حينها عبد الإله بنكيران. فالبيجيدي يأكل الشوك بفم الأحزاب المتحالفة معه ، وخير دليل مشروع قانون"تكميم الأفواه" الذي تحمل مسؤوليته الاتحاد الاشتراكي في شخص وزير العدل بنعبد القادر.

 

+ الأحزاب الأخرى ناعسة وكأن محطة الانتخابات مازالت بعيدة زمنيا. كيف تقرأ هذا الصمت السيبيري؟

لو كانت الأحزاب تقوم بدورها التأطيري والتوعوي لما احتل البيجيدي صدارة الانتخابات ولما حصل على الولاية الثانية لرئاسة الحكومة. غالبية هذه الأحزاب يشغلها الريع والمنصب وفتحت المجال للعناصر الانتهازية التي أقصت المناضلين المبدئيين . ونحن نرى ممثليها في البرلمان وكيف يتغيبون في اللحظات الحاسمة حيث يكون وجودهم ضروريا للتصويت ضد قرار من قرارات الحكومة . هذا الفراغ الذي تتركه الأحزاب في الساحة يستغله البيجيدي لصالحه.