دأبت وزارة الثقافة سنويا بتعاون مع شركائها وتحت الرعاية الملكية على تنظيم مهرجان العيطة الذي تحتظنه حاضرة المحيط مدينة أسفي، على اعتبار أن فن العيطة يعتبر مكونا أساسيا من مكونات الموروث الثقافي الوطني وشكلا من الأشكال الفنية والتراثية المعبرة عن الهوية الثقافية المغربية.

وتثمينا لفن العيطة وضمان استمراريته وإعطائه المكانة التي يستحقها ستعرف الدورة 19 للمهرجان الوطني لفن العيطة الإفتراضي الذي ستنطلق فعالياته من 19 إلى 24 يوليوز 2020 ، تحت شعار "معا من أجل دينامية جديدة " مسابقة في مجموعة من الأنماط العيطية فضلا عن تقديم ندوة فكرية (بواسطة زوم) اختير لها أن تكون "وقفة تأمل في مهرجان العيطة..من أجل أجل محاورة الإيجابي ومناقشة السلبي في الدورات السابقة".

"كورونا" لن توقف مهرجان العيطة بأسفي

نظرا للظرفية الاستثنائية التي يعرفها العالم جراء جائحة كورونا، ووعيا من المديرية الإقليمية للثقافة أسفي ـ اليوسفية بالأهمية التي يحظى بها مهرجان فن العيطة فقد حولت الاحتفال بفن العيطة من الحضوري إلى الإفتراضي من خلال تنظيم عدة أنشطة ستقدم عبر منصات مواقع التواصل الاجتماعي.

وأعلنت المديرية الإقليمية للثقافة أسفي ـ اليوسفية عن إجراء مسابقة وطنية في أنماط فن العيطة (من 4 إلى 18 يوليوز 2020 ) تحت إشراف المديرية الجهوية للثقافة، مراكش ـ  أسفي..حيث ستفتح فعاليات المسابقة في وجه الفرق الشبابية (ذكورا وإناثا) المعنية بتراث فن العيطة في الأنماط المشار إليها سابقا، والبالغين من العمر (من 18 إلى 35 سنة). ونص قانون ملف المشاركة على أن لايقل عدد أعضاء الفرقة عن شخصين، مع إلزامية إلتزام كل فرقة بأعضائها ولا يحق لهم المشاركة مع الفرق المتبارية، فضلا عن تحديد أغنيتين من فن العيطة لكل فرقة (من المستحسن أن تكون نادرة)، وأشار قانون المسابقة إلى ضرورة إرسال استمارة المشاركة (على الرابط) رفقة فيديو الأغنيتين والذي لا يتعدى 30 دقيقة ونص الأغنيتين مكتوبا من أجل التوثيق.

وتجدر الإشارة إلى لجنة التحكيم الحيادية المكونة من أساتذة في مجال التراث والعيطة ستعتمد على معايير خاصة في انتقاء أجود الأعمال الفنية (التناسق، جودة الأداء، الموضوع، البحث والندرة...)، و ستخصص ثلاثة جوائز مالية لكل نمط عيطي. وهي جائزة العمل المتكامل وقدرها 5000,00 درهم ـ جائزة الندرة وقدرها 3000,00 درهم، وجائزة الأمل وقدرها 2000,00 درهم.

أنماط فن العيطة التي ستجرى فيها المسابقة الوطنية

ـ العيطة الحصباوية بمنطقة عبدة/أسفي

ـ العيطة الزعرية بمجال الرباط وزعير زبني ملال والشاوية

ـ العيطة الحوزية بمجال الحوز ومراكش وقلعة السراغنة والرحامنة

ـ العيطة الجبلية بمجال طنجة تطوان شفشاون والعرائش والقصر الكبير وتاونات

أهداف مسابقة في فن العيطة

حسب ملف الدورة 19 لمهرجان فن العيطة، فقد عددت الجهات المنظمة ستة أهداف تتوخى تحقيقها من تنيظم المسابقة الوطنية في الأنماط العيطية المذكورة أعلاه ، وهي:

1 ـ صيانة التراث اللامادي وتثمينه كمكون ضمن منظومة التنمية الاقتصادية والاجتماعية والمجالية المندمجة.

2 ـ إنعاش الذاكرة الفنية والثقافية بما يقوي الإرتباط بالجهة ومن تم الانتماء للوطن.

3 ـ الإهتمام بمكونات التراث الموسيقي الخاص بكل منطقة بحثا وتوثيقا

4 ـ تشجيع الفرق الموسيقية التراثية الشابة في كل أرجاء المملكة، حيث توجد العطية على البحث وتوثيق فن العيطة وخاصة الأغاني والمتون النادرة والغير معروفة.

5 ـ توفير منصة جديدة للعرض يمكن للفنانين الاعتماد عليها للتعريف بمواهبهم وخلق شبكة للتواصل الإبداعي فيما بينهم.

6 ـ جرد الفرق الشابة المهتمة بفن العيطة.

ندوة وقفة تأمل في مهرجان العيطة

لمواكبة خطة تدبير العمل بالمرافق العمومية أثناء مرحلة الحجر الصحي وفي سياق تجديد وابتكار صيغ أخرى لاستمرار التنشيط الثقافي، تنظم المديرية الإقليمية للثقافة أسفي ـ اليوسفية ندوة فكرية من تنشيط الإعلامي أنس الملحوني (تحاور الإيجابي وتناقش السلبي في أفق تطوير المهرجان نحو الأفضل" لمناقشة دورات فن العيطة، وتراكماتها وتقييمها لاستشراف المستقبل...في هذا السياق سيشارك في ندوة المهرجان كل من مدير الفنون، والمدير الجهوي للثقافة، والجمعية المنظمة..إلى جانب الأستاذ الجامعي الباحث السوسيولوجي عبد الرحيم العطري، رفقة الباحث والفنان والمؤلف الموسيقي عبد الحق الوردي، فضلا عن مشاركة الإعلامي المهتم بالتراث (أحمد فردوس) في محور "قراءة في التدبير الإعلامي للدورات السابقة وكيف نسوق إعلاميا مهرجان العيطة في أفق الإرتقاء به وطنيا ودوليا.