البومسهولي يفكك أسئلة الفكرالفلسفي المعاصر في مدارات الزميل التهاني 

البومسهولي يفكك أسئلة الفكرالفلسفي المعاصر في مدارات الزميل التهاني  عبد العزيز البومسهولي(يمينا) وعبد الالاه التهاني
استضاف الزميل عبد الإله التهاني، في حلقة جديدة من برنامجه الإذاعي" مدارات " الناقد والباحث الفلسفي عبد العزيز البومسهولي،  وذلك مساء يوم السبت 11 يوليوز 2020 في حوار: حول الفكر الفلسفي المعاصر ومجال اشتغاله، متوقف خلال هذا اللقاء المباشر على أثير الإذاعة الوطنية عند تجربة المفكر المغربي المرحوم محمد عابد الجابري صاحب مشروع "نقد العقل العربي".
ولعبد العزيز البومسهولي مؤلفات وأبحاث ودراسات في عدة مجلات  فكرية ونقدية، غزيرة تميزت في مراوحتها بين الأدب والفلسفة، ومن مؤلفاته الفلسفية "الأسس الفلسفية لنظرية نهاية الأخلاق" سنة2001،  و" أخلاق الغير: نحو فلسفة غيرية" 2005سنة ...والتفكير الفلسفي  عند البومسهولي راهني بالضرورة بل سيرورة، انطلاقا من مجموعة من الفلاسفة من أرسطو إلى هيجل... 
فبين ثنائية الفلسفة والشعر لافتة للانتباه سافر البومسهولي في هذه الحلقة  بالمستمعين إلى بداياته الفكرية الأولى ،حيث زاوج  بين التفكير في الشعر والفلسفة، في "بين الشعر والتأويل وقراءة في شعر ادونيس" سنة 1998 و"الشعر والوجود والزمان"، وهناك كتب أخرى لم تجمع بعد، يقول، أنه حاول فيها مقاربة الشعر من زاوية فلسفية.
 وعن اهتمامه بالدرس الفلسفي بين الأمس واليوم، جاب البومسهولي بالمستمعين أرجاء ظهور الفكر الفلسفي بالمغرب على أيدي أعلام اتسمت فتراتهم بكتابات مهمة، من بينهم المفكرون محمد  سبيلا وكمال بن عبد الطيف وعبد الله العروي و محمد عابد الجابري.... لما أعطوا لمؤلفاته نكهة خاصة في البحث الفلسفي المعاصر، خاصة وأن الانطلاقة المؤسسية للفلسفة المغربية كانت مع المفكر الفيلسوف محمد عزيز لحبابي، وهي انطلاقة أسست لمنظور فلسفي من مفاهيم الكينونة والشخصانية، يتحدث البومسهولي. ثم كان هناك قفزة أخرى نحو المشاريع الفلسفية الكبرى مع العروي االجابري.
الفلسفة عند ضيف هذه الحلقة من البرنامج، هي اشتغال باليومي ما بين الشعر والحياة في كل محاولة فكرية لاستعادة مفهوم السؤال الفلسفي يساءل وجودنا من جديد.
وفي غياب الجدل الفلسفي في حاضر اليوم، حسب سؤال عبد الالاه التهاني، أشار البومسهولي أن العالم الذي نعيشه حاليا هو بمثابة نهاية الفلسفة ونهايتها هنا لاتعني إلا عودتها من جديد من خلال التفكير في الحقيقة مجددا وفي كل ما يرتبط بوجودنا ومصيرنا الإنساني، لهذا ليس غريبا أن تجد الفلسفة اليوم تتوزع  في كل هامش وعلى تخوم، وهذا ما يميز الفترة الحالية.
الخطاب الديني وسجال الفلسفة كان أيضا محط نقاش في البرنامج ، حيث رأى البومسهولي أن الخطاب الديني يهتدي بضمير التقوى وبالتالي يقع التصادم بينهما، خاصة عندما يضع هذا الخطاب نفسه بامتلاك الحقيقة في كل تشكلاتها، أي لا يقتصر على ما هو إيماني بل يجعل من مسالة الإيمان مسالة كلية وشاملة، وبالنسبة للتفكير الفلسفي فهو يفكرانطلاقا من  حدود العقل،  وان يجعل من الإنسان، كائنا  قادرا على أن يوجد وجودا مستقلا وأن يعيش باقتداره الخاص من غير تدخل وسائط أخرى...
وفي هذا الحلقة الفكرية والفلسفية من البرنامج، تطرق البومسهولي إلى رهانات الفلسفة العربية،  انطلاقا  من فكر ومشروع الفيلسوف المغربي الراحل محمد عابد الجابري"نقد العقل العربي"؛ فلأول مرة يصبح الفكر العربي مع الجابري موضع نقد بمعناه "الكانتي" من جهة  والبيستمولوجي من جهة أخرى والخروج به من الخطابات الإيديويلوجية التي كانت سائدة آنذاك؛ بالرغم من التهمة  التي يلصقها البعض  بالجابري كونه ايديولوجيا، حتى وإن كان، يضيف البومسهولي، أنه كان أول ايديولوجي يقوم بثورة  ضد الايدولوجيا المهيمنة، بمعنى أن "نقد  العقل العربي " الذي طرحه هذا الفيلسوف المغربي الكبير كان مشروعا مؤسسا ومؤكدا بالرغم مما يمكنا أن  يتم الاعتراض عليه من خلال مفهوم العقل،  وهذا النقد أسهم بكثير من إبراز مسالة التفكير انطلاقا من التفكير في الزمن الثقافي، وهذا النقض لا يقصد به التقويض وإنما إعادة التأسيس، مستحضرا في ذلك تجربة "كانت" ،ولكي نفكر في العقل لا بد أن نخضع العقل للنقد ذاته.... وهكذا شكل مشروع الجابري علامة خارقة في الفكر الفلسفي في المغرب والعالم العربي.