أوسيموح:هذه هي مرافعتي للحد من إندلاع الحرائق وحماية الواحات ومواقعها الإيكولوجية

أوسيموح:هذه هي مرافعتي للحد من إندلاع الحرائق وحماية الواحات ومواقعها الإيكولوجية أوسيموح لحسن، ومشهد لحرائق الواحات
تزامنا مع استعداد المغرب لتخليد اليوم العالمي للبيئة تحت شعار "حان وقت الطبيعة"، عاد نقاش حرائق واحات النخيل بجنوب المغرب ليدق طبول حرب تدمير أجمل المواقع الإيكولوجية والبيئة والسياحة التي يزخر بها المغرب، حيث ينتصب سؤال سبل وشروط مواجهة الكوارث الطبيعية ومنها حرائق الغابات والواحات الجميلة كما وقع يوم الخميس 2 يوليوز 2020 بواحة ايسي ـ أفلا اغير وتحديدا بدوار كدورث بدائرة تافراوت إقليم تيزنيت، حيث تمردت ألسنة ولهيب النار على العديد من أشجار النخل الباسق التي تعد ثروة وطنية بالمنطقة، وحولتها النيران إلى أكوام من الرماد مما يهدد سلامة التوازن الإيكولوجي ـ حسب العديد من المراقبين ـ
وكانت فعاليات المجتمع المدني بمنطقة إقليم طاطا خلال فترة الحجر الصحي قد استبقت إلى عقد ندوة تواصلية عن بعد، (تتبعتها "أنفاس بريس") و طرحت من خلالها الإشكالات التي تواجه الواحة ارتباطا بظاهرة الجفاف وكوارث الحرائق، حيث اعتبرت ذات الفعاليات أن الأمر أضحى "مشكلا متواترا بشكل غير مسبوق في السنوات الأخيرة...ورغم التحقيقات التي تفتحها الجهات المعنية في موضوع الحرائق لم تتوصل إلى حقيقة كيفية اندلاع الحرائق... هل هي بفعل فاعل أو غير متعمدة".
في سياق متصل أفاد الفاعل المدني أوسيموح لحسن جريدة "أنفاس بريس" بأن مسؤولي المياه والغابات ولغاية اتخاذ احتياطات وقائية "تقوم المياه والغابات كل سنة بحرث أراضي الغابات، وجمع أكوام الأغصان والأوراق الجافة، وإقامة فواصل بين الأشجار لتسهيل عملية إطفاء الحرائق المتعمدة أو غير المتعمدة"
هذه العملية يؤكد أوسيموح لحسن "لا يمكن العمل بها بالواحة للحد من كوارث الحرائق المتعمدة أو غير المتعمدة" على اعتبار يقول نفس الفاعل المدني ابن واحات منطقة الجنوب المغربي "أن المشكل الأساسي يرتبط بمدى وعي وثقافة ساكنة مناطق الواحات بخصوصية نمطهم الفلاحي ومنتوجاتهم الزراعية وكيفية مواجهة تحدي الحرائق"
وأفاض في حديثه للجريدة في موضوع إخماد ألسنة الحرائق بأن الأمر لا يتعلق بـ "توفير عناصر الوقاية المدنية وتجهيزات ووسائل الإطفاء واستنفار الطائرات ومكونات السلطات المحلية بقدر ما هو مرتبط بأهمية امتلاك أسلحة التحسيس والتأطير وإشاعة ثقافة الواحة" لأن أوسيموح يرى بأن "الساكنة قد أهملت ثقافة الواحة وسلسلتها البيئية والاقتصادية والاجتماعية التي ورثناها عن الأجداد من جيل لجيل"
ويستحضر نفس المتحدث للجريدة كون أن فلاحي الواحات قديما سواء بمنطقة طاطا أو الراشيدية وزاكورة وكلميم وتفراوت... كانوا " يقومون كل صيف بتشذيب أغصان النخيل اليابسة، وإحراقها، و كانوا يتمتعون بثقافة خاصة للتعامل مع النخيل من أجل الرفع من مردودية منتوج الثمور وحماية ثروتهم الزراعية وارتباطهم بأرض الواحة".
اليوم نلاحظ بأن هناك تراجعا على مستوى التعاطي مع تقاليد وعادات ورثناها عن الأجداد تدخل في باب الوقاية من الحرائق التي تجتاح واحات النخيل كلما حل الصيف فـ "المقاربة الوقائية أكثر نجاعة للحد من كوارث الحرائق بالواحات" يقول أوسيموح لحسن.
وشدد الفاعل المدني أوسيموح لحسن على ضرورة "الرجوع والعودة لثقافة الواحة بكل خصوصياتها الفلاحية والبيئية" علما يضيف ابن الواحة "أن هناك عوامل عدة تساعد على تأجيج الحرائق من بينها تراكم الأغصان الجافة واليابسة والتي يجب استئصالها وإحراقها قبل موعد الصيف..حتى لا تساعد في اندلاع الحرائق".
ثقافة الواحة تستدعي منا "التفكير في خلق تعاونيات فلاحية لتشغيل الساكنة والبحث عن إمكانات و موارد مكثفة تساعد على استقطاب اليد العاملة التي تهاجر من الواحة نحو المدينة بحثا عن الرزق ولقمة العيش...تعاونيات تلبي حاجيات الساكنة من الخضروات والفواكه والمنتوجات الزراعية (بيو) وتغني عن اللجوء لأسواق خارجية" يفسر أوسيموح.
وجدد دعوته للمسؤولين لتفادي الحرائق "أنه لا بد من العودة إلى الذكاء الجماعي لأبناء الواحات و التفكير في سبل الوقاية وتفادي اندلاع الحرائق".
وأصر على أن "الحل بين أيدينا جميعا، ومتوفر في ثقافتنا المحلية قبل المطالبة بالوقاية المدنية والطائرات"، مشيرا إلى أنه "سبق أن طالب في ندوة رفق الفاعلين الجمعويين بالمنطقة الاهتمام بالمجال البيئي والزراعة المحلية والتي يمكنها أن تكون مصدر رزق لضمان لقمة العيش وحماية الواحة من حرب الطبيعة والبشر، كفضاء إيكولوجي وثقافي ومنطقة جدب سياحي".