عبد المجيد طعام: حب في زمن الكورونا

عبد المجيد طعام: حب في زمن الكورونا ذ.عبد المجيد طعام
زهيرة فتاة تجاوزت العشرين من عمرها، جميلة أحبها زهير حبا كبيرا.. كان يحلم بها زوجة، لهذا وبمجرد ما أتيحت له الفرصة بأن يصبح أستاذا متعاقدا، ذهب مع أمه وعمته وخالته لخطبتها، لكن أباها رفض وقال لزهير: “اسمع يا ولدي، زهيرة خطبها مهندس ودكتور ورفضتهما، لأنهما كانا في بداية مشوارهما… أنت أيضا في بداية مشوارك… بل يبدو حسب ما أسمع في الأخبار أن الحكومة رسمت مشوارك بقلم الرصاص فقط، وأنا أريد أن أطمئن على مستقبل زهيرة”.
ظل الحب مشتعلا بين جوانحه رغم الإهانة التي أحس بها، فعزم على زيارة حبيبته بالمستشفى بعد أن أصيبت بفيروس كورونا… كان يعرف صعوبة ما هو مقدم عليه.. فكر كثيرا في الطريقة التي ستمكنه من لقاء حلمه إلى أن اهتدى إلى فكرة التنكر في هيئة طبيب مستعجلات، وهكذا وبسهولة غير مناظرة تمكن من اختراق الحراسة المشددة إلى أن دخل على زهيرة… كانت ممدة على سرير وقد علقت بيدها اليسرى أنابيب وإبر، وغطت وجهها الشاحب الجميل كمامة طببة…
اقترب منها ببطء، نزع عن وجهه كمامته الطبية، وبصوت كهمس النسيم قال لها: “أحبك يا ملاكي … “، اقترب منها أكثر ومد يديه نحو وجهها ونزع كمامتها الطبية، وحط شفتيه على شفتيها الملتهبتين بحرارة حمى غير عادية، قبلهما قبلات رومنسية حتى سال من ثغرها لعاب لزج، وقع على لسانه كرحيق خمر سرى خدره في كل جسده.
فتحت عينيها وقالت له: “أنا مصابة يا زهير بڤيروس كورونا وستصاب أنت أيضا وقد تموت.. وقد نموت معا!! لماذا أقدمت على هذه الحماقة؟”
ضمها إلى صدره بقوة وقبلها مرة ومرة ومرة… وقال لها: “أحبك… أبوك رفضني زوجا لك وأنا أخطبك اليوم من السيد ڤيروس كورونا …”.
أحس زهير برعشة غريبة، ثم دوت في الغرفة عطستان “أتشوم .. أتشوم …”، ابتسم في وجه حبيبته وقال لها: “يبدو أن السيد كورونا قبل بي عريسا لك…. أنا جد سعيد”.
 
عبد المجيد طعام، قاص، وكاتب