حمزة نيازي: إشكالية العنف الذي يمارسه الزبون على الأجيرأوالموظف

حمزة نيازي: إشكالية العنف الذي يمارسه الزبون على الأجيرأوالموظف حمزة نيازي

الإنسان، الكيان الرائع والموهوب، ذات عاقلة واعية ومسؤولة على تصرفاتها وأفعالها، أبدع عبر التاريخ في جميع المجالات. إذا ما تأملت في الشخص حق تأمل سوف تندهش وتعيد الاعتبار للكثير من الأمور.
هذا الإنسان بكل صفاته الايجابية فهو كذلك يحمل بين طياته الشر والمرض النفسي والضغينة والعنف، العنف الذي يتعارض مع الرقي والأخلاق ... فكما قال سيغموند فرويد: (فكبداية – في قطيع بشري صغير – كانت القوة العضلية الأكثر تفوقا هي التي تقرر من يملك الأشياء وإرادة من هي التي تسود ...) .

هذا التصور كان ملازما للإنسان البدائي قبل ظهور القانون والحقوق والمواثيق الدولية، والآن أصبح متجاوزا. البشرية مرت من صيرورة غيرت الكثير، ورغم ذلك ما زالت صور العنف تتكاثر يوميا في جميع مناطق العالم: العنف اللفظي، العنف الجنسي، العنف الجسدي...
إن ما يجب الحديث عنه هو العنف الذي يمارس على موظف أو إطار أو مستخدم. فكمثال شخص يستفيد من خدمات مؤسسة ما بجودة وكما يجب، بدون سابق إنذار يمارس ذلك الشخص أو من معه، وحشية وعدوانا على موظف يؤدي عمله ببساطة !!!

من منا تناول إشكالية هذا العنف الخطير ؟؟؟ أكيد لا أحد، إذ  دائما ما يتم التشهير بمؤسسات (خاصة أوعامة) كذبا وبدون وجه حق، وتتهم بأنها لم تقم بعملها على أحسن وجه أو أن موظفيها يفتقرون إلى المهنية، رغم أن الحقيقة وملابسات الأحداث غير ذلك.
كما قلت في كتابات سابقة، بعض العقول الصغيرة تصدق الأكاذيب ويتم إرجاع اللوم للمؤسسة والموظف المسكين.
كثيرا ما يتعرض الموظفون الذين يتعاملون مباشرة مع الناس إلى عنف لفظي : الشتم والسب والقذف. هذا العنف الذي يحرك الشعور و يكهرب النفس، عنف يسبب ضغوطات ويخرب جو العمل، خاصة أن الموظفين يقضون وقتا طويلا في العمل، فمن حوار بسيط إلى شتم بأبشع العبارات.
تحل هذه المشاكل و هذا العنف يتم تجاوزه - رغم أثاره - بالتصالح و الاعتذار.
لكن ما بالك عندما يمارس على الموظف العنف الجسدي ؟؟؟
نعم هناك موظفون وعاملون في القطاع العام والخاص، تعرضوا إلى العنف الجسدي. يقوم وحش وليس إنسان بصب غضبه وقوته على موظف لا يعرفه ، القاسم المشترك بينهم هو الخدمات فقط لا غير. فيقوم بتسخير قوته الحيوانية مثل التي يستعملها الحيوان الماكر من أجل إمساك فريسة ، فيباغت ويعتدي على موظف لم يكن في حسبانه أنه سيعيش تلك التجربة.
في هذه الحالات يجب متابعة المجرم بدون رأفة. فمحاكمة مثل هذه الأوباش وسجنها عبرة لكل من كانت لديه نية التطاول على ناس يقومون بأداء واجبهم فقط.
رغم ما نعيشه من خطر الإصابة بوباء قاتل، هناك أطر - إدارية و صحية وأطباء وممرضون وممرضات - اشتغلت طول فترة الحجر الصحي و مازالت تشتغل بكل نكران للذات.