حمزة نيازي: سعد الدين العثماني محطة سخرية المواطنين !!!

حمزة نيازي: سعد الدين العثماني محطة سخرية المواطنين !!! حمزة نيازي
العزوف على عالم السياسة و التشبع بثقافة القانون و الحقوق و متابعة صُناع القرار و مستجدات هذا العالم أصبح شبه منعدم، فئة قليلة جدا هي التي ما زالت ملمة بهذه الأمور مثل الصحفيين و كتاب الرأي... لكن معظم المواطنين لا تجذبهم هذه الأمور و يتضح جليا – كمثال – في العزوف عن الانتخابات بصفوف الشباب، إذ يعتبر التصويت تصرف معبر عن قناعة سياسية ما. يقال في خطابات رجال و نساء السياسة وأمناء الأحزاب أن الشباب ركيزة يُعتمد عليها في قيادة المغرب نحو مستقبل مشرق... أي مستقبل عندما تحاور شاب في الشارع حول معرفته بالسياسيين المغاربة ، يقول لك أنني اعرف (بنكيران و العثماني) معرفة تهكمية إن صح القول ، أما عن باقي الوزراء و طريقة اشتغال الحكومة و الأحزاب و كيفية تشكيل البرلمان و السلط الثلاث... فهذه معلومات مفقودة و مجهولة و السبب تراكمات خطيرة و طويلة لا يمكن تناولها في اسطر بل تحتاج دراسة سوسيولوجيا معمقة. الثقافة و المعرفة السياسية تعطيك شخصية و إضافة نوعية تملك من خلالها آلية التحليل و إدراك الأمور و القرارات التي تحوم حولك.
رئيس الحكومة الحالي الذي سبق طرح اسمه فهو شخصية اشتهرت كثيرا بين الناس رغم العزوف و عدم الإلمام الذي سبق طرحه ، السيد المحترم رئيس الحكومة يُذكر نسبه على كل لسان ، ليس طبعا بما حقق من إنجازات في المجالات الحيوية التي كانت شعارات الحملات الانتخابية ، مثل الرقي بالقطاع الصحي (الذي اتضح جليا دوره في أزمة وباء *كورونا*) ، و إصلاح منظومة التعليم و توفير السكن اللائق ، و القضاء على دور الصفيح التي مازال موجود إلى الآن في سنة 2020!!! ، والرفع من الحد الأدنى للأجور ودعم الفئة الهشة في المجتمع و ... و ... و ... و ...
من بين الأمور التي اشتهر بها السيد رئيس الحكومة هي الهفوات و عدم التركيز أثناء الكلام ، مما جعله محطة سخرية و تدخلاته مادة دسمة توضع في فيديوهات sarcasm و " طرولات " تنشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي ، العثماني اشتهر بزلات اللسان و بتصرفات مضحكة مثل مشاركته في تظاهرات من بين شعاراتها عدم الرضا عن أداء حكومته في التفاعل و الحوار!!! ، أو قوله أن الوضع في المغرب أحسن من الوضع في فرنسا ، أو تعليقاته و تعثره في اللغة الانجليزية ، كذلك عدم تفاعله مع الكثير من المواضيع التي وُجب عليه كشخصية سياسية مهمة في المملكة أن يدلي و يتفاعل بشتى الطرق مع أسئلة المواطنين.
للتواصل دور في الحياة فمن خلاله نحاول أن نعبر عن أفكار و معرفة و قناعات، و هو آلية مهمة خاصة عندما تكون من صناع القرار إذ اصغر تعليق غير سليم و غير مؤكد قد يضعك تحت مسؤوليات و محاسبة ، يجب على أي شخص في أي مركز كان أن يتحمل مسؤولية كلامه ، فمع سرعة التقاط المعلومة و الخبر أصبح علينا التفكير مليا قبل الكلام و التعليق ، هذا مبدأ ليس محصور على رئيس الحكومة فقط ، بل أي شخص يجب أن يكون منهاجه و من بين أولوياته التركيز و معرفة ما يخرجه اللسان، لان التاريخ لا يرحم .