بعد احتجاجات الأسر..باطرونا التعليم الخصوصي تستعد للقاء فيدرالية جمعيات الآباء

بعد احتجاجات الأسر..باطرونا التعليم الخصوصي تستعد للقاء فيدرالية جمعيات الآباء عبد المالك عبابو في أقصى اليسار إلى جانب الوزير أمزازي وعضوي الفيدرالية الوطنية لجمعيات الآباء
علمت جريدة " أنفاس بريس " من مصادر خاصة أن اجتماعا هاما سيعقد في الأيام القليلة المقبلة، بمبادرة من وزارة التربية الوطنية، وسيجمع بين أرباب التعليم الخصوصي من جهة، والفيدرالية الوطنية المغربية لجمعيات أمهات و آباء وأولياء التلاميذ من أجل تدارس الأزمة الحاصلة بين الأسر ومؤسسات التعليم الخصوصي، في ما يتعلق بأداء الواجبات الشهرية للتعليم عن بعد بالتزامن مع فترة الحجر الصحي، وهي النقطة التي طرحت في اجتماع عقده أمس الاثنين 1 يونيو 2020 وزير التربية الوطنية سعيد أمزازي مع الفيدرالية الوطنية المغربية لجمعيات أمهات وآباء وأولياء التلاميذ.
في هذا الإطار قال عبد المالك عبابو، النائب الأول لرئيس الفيدرالية الوطنية المغربية لجمعيات أمهات وآباء وأولياء التلاميذ وأحد المشاركين في هذا الإجتماع أن الفيدرالية أكدت خلال اجتماعها مع الوزير أمزازي، أن خروج آباء وأمهات وأولياء التلاميذ للشارع من أجل الإحتجاج ضد مؤسسات التعليم الخصوصي في ما يتعلق بالواجبات الشهرية للتعليم عن بعد ليس سوى النقطة التي أفاضت الكأس، مضيفا بأن هذا المرفق يعاني من فراغ كبير على مستوى الترسانة القانونية، في غياب قوانين تنظم حقوق وواجبات كل طرف، مضيفا بأن الفيدرالية دعت الوزير الى استثمار هذه المحطة من أجل التشدد في تسليم الرخص لمؤسسات التعليم الخصوصي مستقبلا، علما أن الهاجس الأساسي لعدد هام منها هو الربح السريع دون مراعاة مصالح التلاميذ، مضيفا بأن مؤسسات التعليم الخصوصي تنظر للتلاميذ كمصدر لجني الأموال، تماما مثل ما ينظر لأكياس الإسمنت وقطع الآجور..وتعاملهم مع التلاميذ – يضيف - لا علاقة له بما هو تربوي كما تم تأكيد ذلك للوزير أمزازي.
وأشار عبابو أن الفيدرالية طالبت خلال اجتماعها بالوزير أمزازي بأجرأة المادتين 12 و 13 من القانون الإطار المتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي، مضيفا بأن معظم المدارس الخصوصية لا تعترف بوزارة التربية الوطنية، وتعتبر بأنه لا حق لها بالتدخل في ما يتعلق بالأمور المادية التي تثقل بها كاهل الأسر، ولعل ما زكى هذه " العجرفة " - يضيف عبابو- هو تصريحات الوزير في عدد من الناسبات بأنه لا حق للوزارة في التدخل في ما يتعلق بالأمور المادية التي تفرضها المؤسسات الخصوصية، الأمر الذي فسح المجال للتسيب والفوضى بالقطاع، في غياب أي جهة من شأنها ضمان حماية الأسر.
وقال محاورنا أن الأمر وصل الى درجة ممارسة الإبتزاز من طرف مدير مؤسسة خصوصية، والذي هدد بعدم تسليم شهادة تضمن اجتياز الإمتحان لتلميذ بسبب نزاع مع ولي أمره حول الواجبات الشهرية، وهو النقطة التي أثيرت في اللقاء الذي جمع أمزازي بممثلي جمعيات آباء وأولياء التلاميذ، حيث طمأنهم أمزازي بأن دعوات اجتياز الامتحانات ستلسم مباشرة للمعني بالأمر، كما أن شواهد الباكلوريا ستوزع من طرف المديريات الإقليمية للتعليم، وهو ما يعني عمليا سحب البساط من مؤسسات التعليم الخصوصي ووضع حد ل " الإبتزاز " الممارس في هذا الإطار من طرف بعض مدراء مؤسسات التعليم الخصوصي.
كما رفع خلال اللقاء ملتمس من طرف الفيدرالية بإعفاء " باطرونا التعليم الخصوصي " من الضريبة عن الأشهر الثلاث الأخيرة، علما أن بعضها التزم بإعفاء المتضررين من الأداء أو بتخفيض الواجبات الشهرية الى 50 في المائة، حيث أكد الوزير أنه سيجري إعفائهم من أداء الضريبة عن الشهور الثلاث الأخيرة، كما أثيرت النقطة المتعلقة باستفادة المدرسين والسائقين بمؤسسات التعليم الخصوصي من تعويضات الضمان الإجتماعي، حيث وعد الوزير أمزازي – يضيف المصدر – بضمان استفادتهم، مشيرا بأنه جرى تدارس الأمر مع وزير الإقتصاد والمالية، بالإضافة الى النقطة المتعلقة بعدم اعتراف مؤسسات التعليم الخصوصي بجمعيات آباء وأمهات وأولياء التلاميذ، وقد وعد الوزير – حسب مصدر الجريدة – بمعالجة هذا الموضوع من خلال الترسانة القانونية لقانون الإطار المتعلق بمنظومة التربية والتكوين التي سترى النور قريبا.
وفي ما يتعلق بالتعليم عن بعد أشار عبابو أن الفيدرالية أكدت خلال لقائها مع امزازي أن التعليم عن بعد ليس شأنا خاصا للوزارة، مضيفا بأن عبرت عن عتابها للوزير بسبب عدم إشراكها بهذا الخصوص، وعدم إشراك الهيآت المنتخبة والتي تعد ملزمة بدعم الأسر المعوزة والهشة، خصوصا في الوسط القروي وشبه الحضري، وهو ما أدى الى شعور الأسر المغربية بنوع من الإقصاء والتمييز، فهناك تلاميذ يمتلكون لوحات الكترونية وهواتف ذكية – يضيف عبابو - بينما هناك فئات عريضة لا تمتلك هذه الإمكانيات، وتفتقر للإنترنيت، وهو ما يخل بمبدأ تكافؤ الفرصن ناهيك عن عدم إخضاع الأساتذة للتكوين اللازم بهذا الخصوص قبل الإعلان عن إغلاق المدارس وهو الأمر الذي أدى وقوع نوع من الإرتباك، مذكرا بالدور الهام الذي يمكن أن تلعبه جمعيات آباء وأمهات وأولياء التلاميذ، مقدما مثال الدور الذي لعبته جمعيات آباء وأمهات وأولياء في تحسيس الأسر والتلاميذ في عدد من المحطات مثل احتجاجات التلاميذ بسبب تغيير التوقيت الرسمي، واحتجاتهم إبان حرب العراق .