النوري محمد: عيد الأضحى بين الفتوى والأزمة الاجتماعية والمقترح الاقتصادي

النوري محمد: عيد الأضحى بين الفتوى والأزمة الاجتماعية والمقترح الاقتصادي النوري محمد
اقتراح حزب الطليعة بإلغاء أضحية العيد لهذه السنة يبدو وجيها نظرا للركود الاقتصادي الذي فرضته جائحة كوفيد 19، لكن لتحريك عجلة الاقتصاد لا بد من تشجيع الاستهلاك وبالتالي الحفاظ على شعيرة عيد الأضحى لأن المتضرر الحقيقي من إلغائها هو الفلاح المغربي.
العديد من مربي الماشية لهم قطيع من الأكباش يقومون برعايته أكلا وشربا وحتى علاجا ينتظرون هذا العيد لكي يواجهون مخلفات الجفاف ويضمنون متطلبات الباقي من القطيع حيث أن ( بالة ) التبن تساوي 50 درهم الآن وقد تتجاوز 70 درهما في الخريف القادم، في حالة إلغاء العيد سيتكبدون خسارة مزدوجة.
بعض الخبراء الاقتصاديين اقترح الاعتماد على (نقوذ الهيلوكبتر) وهي طبع النقوذ وتزويد السوق بها لتشجيع الاستهلاك للخروج من الأزمة الاقتصادية التي فرضتها كورونا لتعافي الاقتصاد وعودته إلى الحالة التي كان عليها قبل وصول الجائحة.
بين اقتراح حزب الطليعة واقتراح الخبير الاقتصادي يوجد فارق كبير بين التفكير اللحظي والتفكير المستقبلي على اعتبار أن إلغاء العيد لن يفك المشكلة ما دام أن العرض وفير من الأكباش ، وهي حالة مخالفة للحالة التي طلب فيها الحسن الثاني بتجاوز أضحية العيد وذلك لأن العرض كان قليلا بفعل توالي سنوات الجفاف.
اقتراح الخبير الاقتصادي يجد منطقه في التدبير الاقتصادي الذي يوجد داخله التدبير الاجتماعي، وربما أن الحزب يستحضرالبعد الاجتماعي وهو غاية مطلبه.وربما أن حزب الطليعة يريد أن يقطع الطريق على أولائك الذين يستغلون المناسبة لغايات سياسية وانتخابية.
الغائب في الاقتراحيين معا هو البعد الديني للمناسبة الذي يتطلب العودة إلى المجلس العلمي لإصدار فتوى تجيز تجاوز هذه الشعيرة، لكن بالنسبة لي يجب الأخد بعين الاعتبار ما يعانيه الفلاح المغربي مع قطيعه من الماشية التي تتساوى قيمة ما يصرفه عليها وكأنها تقيم في فندق من خمسة نجوم نظرا لغلاء التبن والعلف.