عبد الواحد الفاسي: رحمك الله سي عبد الرحمان

عبد الواحد الفاسي: رحمك الله سي عبد الرحمان عبد الواحد الفاسي
إنا لله وإنا إليه راجعون.
رحل عنا إلى دار البقاء في يوم الجمعة السادس من شوال 1441 ( 29 ماي 2020) الأستاذ الكبير عبد الرحمان اليوسفي. وقد تألمنا مثل كل المغاربة لرحيل وفقد هذا الرجل الشهم والوطني الغيور والسياسي والمقاوم.
الكل يعرف مسار حياة الفقيد. أما أنا فقد تذكرت عند علمي بالنبأ الحزين الفترة التي قضيناها في حكومة التناوب حيث كان الوزير الأول الإنسان والعادل الذي لا يفرق بين وزرائه كيفما كان انتماؤهم الحزبي. ولا يمكنني أن أنسى الموقف الذي اتخذه بصرامة - ورغم الرفض الذي كان من طرف أهم وزراء الحكومة آنذاك - عندما طلبت منه أن يستقبلني في موضوع مهم. فاستقبلني بسرعة، رحمه الله، في مكتبه حيث شرحت له الموضوع الذي يتعلق بـ"المساعدة الطبية لذوي الدخل المحدود " وهو ما يسمى بالرميد (RAMED) .
وقد قلت له أني أعلم أنه لا يمكن لحكومة يرأسها الأستاذ اليوسفي أن تقبل حل مشكل نصف المغاربة عن طريق التأمين الصحي الإجباري (AMO) وترك النصف الآخر بدون تغطية ولو ناقصة. فابتسم رحمه الله وقال: "لا تخف، المبدأ مقبول فورا مهما كان رأي أصحاب الموازنات، وسأعمل على استكمال الدراسات، نحن هنا من أجل كل المغاربة". وهذا ما كان.
هل يمكنني أن أنسى من وقَف هذا الموقف، مع الحق .
هناك الكثير من العظماء يتركون وصية يطلبون فيها ألا يسير في جنازتهم إلا عدد قليل من المقربين لأنهم يعرفون أن الشعب كله حزين عليهم . الأستاذ اليوسفي لم يترك وصية ، ولكن هذا يتفق مع طبعه الهادئ ، فاختار الله أن يكون الأمر كذلك.
رحم الله الأستاذ عبد الرحمان اليوسفي وأسكنه فسيح جناته مع الصديقين والأولياء والصالحين، وحسن أولئك رفيقا. عزاؤنا لذويه ولأسرته الكبيرة " الإتحاد الاشتراكي " ولكل المغاربة.