لطيفة أيت بعلا :اليوسفي أيقونة الانتقال الديمقراطي

لطيفة أيت بعلا :اليوسفي أيقونة الانتقال الديمقراطي لطيفة أيت بعلا
سيبقى الأستاذ اليوسفي في قلوبنا وأرواحنا..سيبقى ذلك الرجل الذي فضل الاختيار الوطني على الحسابات السياسية  في الوقت الذي كان المغرب مهددا بالسكتة القلبية.
اليوم أمة كلها حزينة لفقدان الراحل عبد الرحمان اليوسفي. وأنا بدوري أود أن أسجل شهادتي في هذه اللحظات الخاصة.
في خطابه الشهير بمدينة بروكسل يوم 25 فبراير  2003، جدد اليوسفي الأمل في انتقال ديمقراطي سلس وهادىء  بالمغرب.
وزير أول لحكومة التناوب من 14 مارس إلى 06 نونبر 2002. وقبلها كان الأستاذ اليوسفي أحد رموز الحركة الوطنية و مدافعا شرسا عن حقوق الإنسان و عن الديمقراطية و معارضا من الصف الأول.
إن تعيينه من طرف الملك الراحل الحسن الثاني، ليس فقط رسالة ذات حمولة رمزية عظيمة، ولكن أيضا قرارا حكيما.
فالملك الراحل اختار المعارضة ومنح القيادة لرجل دولة جسدا وروحا لوطنه.
اليوسفي..أيقونة الانتقال الديمقراطي ورجل الدولة استطاع أن يفرض بصمته في عدد من المجالات في ظرف حساس من تاريخ المغرب..تخفيض الدين الخارجي للبلاد،الرفع من الميزانيات المرصودة للقطاعات الاجتماعية (41 الى 48 %)، الزيادة في نسبة التزود بالكهرباء من 27 الى 50% ،إنتاج ترسانة قانونية في مجالات متعددة ،التأمين الإجباري  على المرض،حرية التعبير و الصحافة ووضع أسس مجلس السمعي البصري..كلها إنجازات تحسب للكاتب الأول السابق لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية.
لقد غادر اليوسفي رئاسة الحكومة تاركا مكانه لمسيرة الانتقال الديمقراطي.
وتوفي يوم 29 مايو الذي يصادف اليوم العالمي للقبعات الزرق التابعين للأمم المتحدة..إنه أكثر من رمز.
لقد فرض عبد الرحمان اليوسفي الاحترام حتى على أشرس  خصومه،فكلهم ينحنون أمام هذا الرجل الذي ربح رهان الحفاظ على استقرار بلده.
فلترتح روحه في سلام.
لطيفة أيت بعلا، نائبة ببرلمان بروكسيل/ بلجيكا