الاختيار الإنساني الرائد الذي قام به ملك البلاد للتصدي لجائحة كورونا حاولت تطبيقه حكومة سعد الدين العثماني عبر اتخاذ عدة تدابير احترازية؛ وقد توفقت الى حد كبير رغم تسجيل المتتبعين لبعض الملاحظات..
ومع بداية ظهور علامات الانفراج ورفع الحجر الصحي قررت الحكومة المغربية ممثلة في وزير الاقتصاد والمالية و إصلاح الإدارة بنشعبون، أن تستأنف الشركات والمقاولات المغربية مزاولة أنشطتها الصناعية والتجارية والخدماتية ما عدا تلك التي توقفت بقرارات إدارية، شريطة المحافظة على الحد الأدنى من شروط الوقاية والسلامة المتعارف عليها دوليا والتي توصي بها منظمة الصحة العالمية.
وفي هذا السياق قامت بدورها السيدة نزهة بوشارب وزيرة إعداد التراب الوطني و التعمير والإسكان وسياسة المدينة بعقد عدة اجتماعات عن بعد مع مجموعة من المهنيين والمتدخلين في قطاع البناء والعقار حيث التزموا جميعا بتعبئة كل الأعضاء من أجل إعادة انطلاقة تدريجية وآمنة للأوراش؛ وكذلك تحسيس كافة المستخدمين وكافة المؤسسات المنضوية تحت لوائهم، بضرورة اعتماد الإجراءات الصحية المتضمنة في الدليل الذي أعدته الوزارة، وهذه نقطة إيجابية تحسب لوزارة بوشارب.
لكن لدي مع ذلك بعض التخوفات تتعلق بصعوبة تطبيق وتنزيل هذه التوصيات في بعض أوراش البناء والأشغال العمومية، نظرا لعدة اعتبارات و إكراهات يعرفها كل من له علاقة بهذا القطاع.
ومن بين هذه التخوفات أذكر بعض الأمثلة التي يمكن إسقاطها على جميع مهن البناء والأشغال العمومية.
كصعوبة احترام مسافة الأمان في مختلف الأوراش بين العمال لأسباب تقنية محضة، وتقترن هذه الصعوبة كذلك في الاستعمال التناوبي لمختلف مواد وأدوات البناء كالفؤوس والمعاول والعربات اليدوية والسلالم وغيرها؛ثم .
هناك مشكلة أخرى يواجهها المستخدم وهي وضع الكمامة الواقية من الفيروس، في الوقت الذي يبذل فيه مجهودا بدنيا كبيرا يتسبب له في عرق كثير وخاصة مع ارتفاع درجة الحرارة وهو ما يجعل وضع الكمامة أمر مرهق وتصبح خانقة للأنفاس ...
لذا أناشد جميع المقاولين و مسيري وورؤساء الأوراش وجميع المستخدمين بضرورة المحافظة القصوى على شروط السلامة التي جاءت بها جميع التوصيات وملاءمتها مع ظروف الحال حفاظا على صحتهم وذويهم، حتى نخرج من هذه الجائحة بأقل الخسائر الممكنة
عدنان المنيوي، مقاول في البناء والأشغال العمومية - مسير