البدالي : القفة السحرية لتكريس الفقر والتطبيع على التسول

البدالي : القفة السحرية لتكريس الفقر والتطبيع على التسول صافي الدين البدالي
في كل مرة نعيش حزنا عميقا على مواطنين و مواطنات يسقطون تباعا وهم يبحثون عن كسرة خبز حافي. فمن ضحايا معبري سبتة وامليلية حيث توفيت  عشرات النساء بفعل الازدحام و المضايقة البوليسية من الجانب  الاسباني والمغربي  وهن يحملن أمتعة  يتوخين  من  وراء بيعها هامشا زهيدا من الربح .    ثم سقوط نساء سيدي بوعلام بالصويرة  أثناء توزيع قفف  من طرف أحد الأشخاص  يدعي فعل الخير والإحسان؛ وسقطت نساء عاملات زراعيات في سيدي بوسلهام  إثر حادثة سير مفجعة ؛و في الجنوب  بسوس ماسة  سقطت نساء على إثر حوادث سير وهن يقصدن حقول الزراعية  من اجل لقمة عيش؛ وشباب وشابات قصفت بهم أمواج المتوسط و المحيط لما قرروا الرحيل إلى أروبا بحثا عن العيش .. وهذه الأيام وفي عز الحجر الصحي  يبحث مواطنون ومواطنات عن القفة الرمضانية  وفي البحث عنها  يموت مواطن بمنطقة الصهريج بإقليم قلعة السراغنة وهو يسعى إلى الحصول على القفة بعدما علم بإقصائه  منها من طرف السلطات المعنية ،  علما بانه من أحوج الناس إليها لوضعه الصحي ولكونه يخضع إلى عملية  تصفية  الكلي dialyse  حسب إفادة المقربين منه . لقد دخلت هذه القفة في تاريخ  تكريس الفقر و التطبيع على التسول بدل توفير الشغل و ظروف العيش الكريم .
إذن اصبحت شأنا يموت الناس من اجل البحث عنها  فهي لا تسمن ولا تغني من جوع لكن النظام السياسي في بلادنا جعلها وسيلة  سحرية في إطار التطبيع مع التسول ومع  .....
لقد انتقلنا من توزيع الحريرة الرمضانية إلى القفة الرمضانية ثم إلى قفة كوفيد 19 السحرية.

                                                                  صافي الدين البدالي، فاعل سياسي وحقوقي