كمال السعيدي يفكك خطاب رئيس الحكومة بشأن التمديد الثالث للحجر الصحي

كمال السعيدي يفكك خطاب رئيس الحكومة بشأن التمديد الثالث للحجر الصحي القيادي كمال السعيدي (يسارا) وسعد الدين العثماني رئيس الحكومة

أوضح الدكتور كمال السعيدي، القيادي بالحزب الاشتراكي الموحد، في حوار أجراه معه فرع الحزب بابن امسيك مولاي رشيد، جوابا عن سؤال "مبررات التمديد الثالث للحجر الصحي"، بأن رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، قدم بيانات عامة أمام البرلمان، ولكنها ليست كافية لمعرفة وضعية البلاد بشكل دقيق؛ وتقييم هل كان التمديد مبررا أم غير مبرر. مشيرا إلى أنه مادامت لم تسجل في عدة مناطق على مستوى الأقاليم والجهات بالمغرب حالات الإصابة بالوباء، ألم يكن من الممكن الرفع الجزئي للحجر عن هذه المناطق؟! وأضاف السعيدي، على أية حال نحن مستمرون في تطبيق الحجر رغم صعوبته، لأن غرضنا جميعا هو  أن تصل  البلاد  إلى بر الأمان.

هذا وسجل كمال السعيدي ست ملاحظات على خطاب رئيس الحكومة بالبرلمان، تعرضها "أنفاس بريس" كالتالي:

 

أولا - من حيث الشكل  تفعيل الالية  الدستورية، والتي هي الفصل 68، حيث قال العثماني بأنه هو من طلبها، وهو شيء إيجابي، لأنه إذا كنا في الحجر الصحي، فعلى الأقل على السياسة والحياة الدستورية أن  تستمر.

 

ثانيا - العثماني أشار بأن قراره السياسي في التمديد اتخذه بناء على استشارة مع الخبراء ورجال العلم، وهي فكرة ممتازة في حد ذاتها؛ ولكن حديث رئيس الحكومة يتناقض مع ما كان يقوله من قبل، بأن الوباء مرض بسيط ولا داعي للخوف منه! وبالتالي كان رئيس الحكومة متسرعا آنذاك، وخلق تشويشا، بل وصعوبة فيما بعد، في إقناع الناس بالدخول إلى منازلهم.. ويسري ذلك أيضا على تناقض آخر له في موضوع الكمامات، حيث سبق له أن أوصى بأنها غير ضرورية، قبل أن تصبح الكمامات اليوم إلزامية!!

 

ثالثا -  زلة لسان رئيس الحكومة عندما أشار بأن الفيروس خرج من المختبر دون تحفظ منه؛ وهو خطأ علمي وخطأ سياسي، في نفس الوقت، خاصة وأن رئيس الحكومة طلب من المواطنين عدم الشك في ما تقوم به الحكومة، وألا يطلقوا الكلام على عواهنه.. وكان على العثماني أن يكون متزنا في خطابه، خاصة وأن الكثير من المواطنين كانوا يرددون في الأول نظرية أن هذا  الفيروس ليس طبيعيا، وأنه خرج من المختبر، قبل أن يتبين من خلال تصريحات المختصين من رجال العلم بمن فيهم مدير معهد باستور، بأن الفيروس تطور بشكل طبيعي، وهو  المثبت إلى حدود اليوم.. كما أن القول بخروج الفيروس من المختبر خطأ ديبلوماسي كذلك، حيث تعددت التصريحات التي تحمل الصين مسؤولية الفيروس؛ وهو ما جعل الرئيس ترامب يصفه بفيروس الصين.. وهذه التأويلات وراءها حسابات سياسية. وبالتالي كان على المغرب أن يبقى بعيدا عن هذا الجدل...

 

رابعا - تكلم رئيس الحكومة في خطابه، على أن الحكومة تتوفر على استراتيجية واضحة، بينما في حوار تلفزي سابق أكد بأنه ليس لديه أي تصور؟ فكيف يمكن إذن أن يهيئ هذه الاستراتيجية في ظرف ستة أيام فقط؟ فضلا عن أن رئيس الحكومة لم يتحدث عن العالقين رغم تقديمه لوعود بأن الحكومة تشتغل على هذا الملف، وهذا محل استغراب.

 

خامسا - رئيس الحكومة اعترف بالهشاشة في النظام الصحي والوضع الاجتماعي، وهذا شيء إيجابي، خاصة وقد وعد بإصلاح الصحة والتعليم والبحث العلمي؛ ولكن موقفه يدعو إلى التذكير بما كان يقوله رئيس الحكومة السابق بنكيران، وهو من نفس الحزب، إذ كان يردد بأن الوقت حان لكي ترفع الدولة يدها عن الصحة والتعليم.. فكيف تتم هذه الردة هكذا بدون توبة؟ أليس ما يعانيه المغرب اليوم في القطاعين من مسؤولة تدبير هذا الحزب الذي تبنى سياسة النيو-ليبرالية، قبل أن يصرح قياديو الحزب اليوم التراجع عنها؟

 

سادسا - رئيس الحكومة أشار إلى وجود بؤر صناعية، وأنها مسؤولية مشتركة بين الحكومة والمواطنين؛ لكن أليست حماية العمال ضرورية وهي من أولويات الحكومة؟