الحياة بحد ذاتها نعمة يجهلها البعض، مهما عصفت بنا الأيام ضيقا، إلا أن الله عز وجل وهبنا الحياة لنرحب بحلوها ومرها.
من كان يتخيل يوما أن فيروسا بحجم كورونا سيحبس أنفاس العالم بالزيادة في أعداد ضحاياه من وفيات ومصابين وتسجيل أرقام قياسية كل يوم في عدد من الدول، حتى الدول المتطورة التي تتباهى بقوتها غير قادرة على مواجهة هذا الوباء.
مهما كانت الأزمات مأساويه إلا أن لها جوانب إيجابية لا تحصى، مهما ضاقت الأيام بين أهلها فمصائب قوم عند قوم فوائد، وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم في عدد من الأحاديث مبادئ العزل بمنع الناس من الدخول إلى البلدة المصابة بالطاعون، ومنع كذلك أهل تلك البلدة الخروج منها، بل جعل الخروج منها كالفرار من الزحف الذي يعد من كبائر الذنوب، وهذا الإجراء هو الذي نسميه حاليا بالحجر الصحي.
هذا الحجر الصحي حمل بعض الإيجابيات رغم سلبيات هذا الفايروس الذي زرع الرعب والهلع بين الأفراد، إلى أن عادت اللمة العائلية التي افتقدناها في السنوات الاخيرة بعدما أصبحنا نعاني من بعض التفكك الذي فرضته إكراهات الحياة، وعاد الاعتبار إلى دور الأسرة وبناء حياة أسرية مبنية على مجموعة من القيم التي بدأت تختفي في حياتنا اليومية ومن خلالها تسود المحبة والمناقشات الهادفة وتقوية العلاقات الأسرية.
نستطيع اغتنام هذه الفترة للاستجمام والراحة من متاعب الانشغال الدائم. نعم، بإمكاننا تحويل الصعوبات التي نواجهها إلى سلالم نصعد بها لنصل إلى أهدافنا، إنه الوقت المناسب لدراستها بدقة ووضوح أكثر .
وكما جاء بلسان الكاتب جبران خليل جبران: "الحياة مستمرة سواء ضحكت أم بكيت، لا تحمل نفسك هموما لن تستفيد منها، القلق لا يمنع ألم الغد ولكنه يسرق متعة اليوم".