هذا ما كشف عنه الدكتور مولاي سعيد عفيف حول إصابة الأطفال بعدوى فيروس كورونا

هذا ما كشف عنه الدكتور مولاي سعيد عفيف حول إصابة الأطفال بعدوى فيروس كورونا الدكتور مولاي سعيد عفيف
أوضح الدكتور مولاي سعيد عفيف، أن فئة الأطفال تعد الأقل تضررا من الإصابة بعدوى فيروس "كوفيد19"، إذ لا تتجاوز هذه الفئة نسبة 9 في المائة من مجموع الإصابات في المغرب،إذ ثبت أن الأطفال هم أقل نقلا لعدوى الفيروس بسبع مرات مقارنة بوضعية الإصابة عند البالغين.
وأبرز رئيس "أنفوفاك المغرب"، في مداخلة له على هامش تنظيم الجمعية ندوة افتراضية بتعاون مع وزارة الصحة بشراكة مع الجمعية المغربية الأمراض التعفنية لدى الأطفال والتطعيم، والجمعية المغربية لطب الأطفال، وجمعيات أطباء الأطفال بكل الدارالبيضاء، الرباط، فاس، طنجة، مكناس، مراكش تانسيفت، أكادير، وجدة، الجديدة دكالة، أن الأطفال هم كذلك أقل عرضة للمضاعفات الصحية الخطيرة للإصابة بفيروس "كوفيد19"، مما يجعلهم في منأى عن الإنعاش الطبي ولا يكونون في حاجة إليه، وهو ما يطمئن الآباء والأمهات وتبديد مخاوفهم من خلال التواصل معهم والاستماع إليهم، وتحسيسهم وتوعيتهم به.
وأكد الدكتور مولاي سعيد عفيف، على إمكانية اعتماد بعض المرونة بالنسبة إلى الأطفال المتراوحة أعمارهم ما بين 5 و10 سنوات، الذين يمكنهم انتظار ما بين شهر وشهرين على أقصى تقدير لاستئناف التلقيحات، موازاة مع تدابير الحجر الصحي التي فرضتها جائحة "كورونا"، مشددا على أن المؤسسات والعيادات الطبية توفر جميع ظروف الاستقبال الآمن للرضع والأطفال، وتعتمد الإجراءات الوقائية الحاجزية، لكي تمر عملية التلقيح في ظل ظروف وقائية كافية، ترتكز على وسائل وتدابير الوقاية ومعدات التعقيم والحرص على التباعد الجسدي والازدحام ووضع الكمامات وغيرها من الإجراءات الاحترازية الأخرى مبرزا في نفس الوقت ضرورة وأهمية تلقيح الأطفال للمحافظة على المكتسبات التي حققها المغرب من خلال البرنامج الوطني للتلقيح الذي اعتمده، والذي مكّن من القضاء على مجموعة من الأمراض، مثل "بوحمرون" و"العواية" وأمراض تنفسية، إلى جانب الشلل الذي لم تسجل منه أية حالة منذ 1987.
وحث الأسر على تفادي اصطحاب أطفالهم أو رضعهم للتبضع أو إلى المراكز التجارية، لحمايتهم من الإصابة بعدوى الفيروس.
وشدد رئيس "أنفوفاك المغرب من جهة أخرى، على ضرورة إيلاء اهتمام كبير بتدبير عمل الوحدات المهنية والصناعية والتجارية لتطويق البؤر الوبائية والحيلولة دون استمرارها، والعمل على الرفع التدريجي للحجر الصحي، متى تبين من خلال المؤشرات الكفيلة بتحقيق ذلك لتفادي أية انتكاسة وبائية، والشروع في تجسيد ذلك بالمناطق التي قضت على الوباء، والتي تمكنت من ذلك نتيجة لتقيد مواطنيها بإجراءات الحجر الصحي.
هذا، و أكد الدكتور محمد اليوبي، مدير مديرية علم الأوبئة ومحاربة الأمراض بوزارة الصحة، خلال نفس الندوة أن البلاد مرت بثلاث موجات وبائية مهمة، الأولى مطلع شهر أبريل والثانية في منتصفه، وهي الأكبر، والثالثة خلال الأسبوع الأول من ماي، مبرزا أنه إلى غاية 15 ماي تم تسجيل 6652 حالة إصابة مؤكدة منذ بداية الجائحة الوبائية، تم من بينها تسجيل إصابة 625 طفلا أقل من 14 سنة، بنسبة 9.40 في المائة، ضمنها حالة وفاة واحدة وهو ما يشكل نسبة 0.16 في المائة، في حين تعافى 315 طفلا وطفلة، أي ما يمثل نسبة 50.4 في المائة، موضحا على أن نسبة الإصابة هي بمعدل 6.2 لكل 100 ألف طفل، وبأن التطور الزمني لمعدل الإصابة مقارنة مع الكبار لا يعرف تغييرا كبيرا.
وأضاف ممثل وزارة الصحة، الذي كان قد استهل مداخلته بتقديم كرونولوجيا تخص الوضعية الوبائية في العالم منذ بدايتها والتدابير التي تم اتخاذها في المغرب وركائز المخطط الذي تم اعتماده، والتوقعات الوبائية التي تم تسطيرها على امتداد 3 مراحل، شدّد على أن المغرب لا زال في المرحلة الثانية من زمن الجائحة، مؤكدا على أن معامل انتشار الفيروس المعروف بـ R0 وصل إلى 1.015، مؤكدا بخصوص سؤال عن تدابير رفع الحجر الصحي، أن وزارة الصحة وضعت مبادئ واقترحت معايير رفع الحجر من عدمه، مشددة على مبدأ التدرج الجغرافي والقطاعي في ارتباط بمعامل انتشر الفيروس،
ومن جهته شدد المتدخل الثالث خلال هذه الندوة من فرنسا، البروفيسور روبرت كوهين، الاختصاصي في طب الأطفال والأمراض المعدية، على أنه يجب فهم الفيروس للتمكن من تعزيز وسائل الوقاية ومعرفة كيفية التعامل مع الوضعية الوبائية لتقليص نسبة انتشار المرض، خاصة وأن الجميع مجبر على التعايش معه لمدة لا يعلم أحد حجمها الزمني، وذلك بكيفية لا تؤثر على الحياة اليومية، مؤكدا على أن المعرفة الصحيحة بكيفية انتقال الفيروس تسمح بإتباع خطوات وقائية مضبوطة وصارمة، خاصة وأن معطيات كثيرة تتعلق بكورونا المستجد تتغير بشكل يومي.
وأوضح الخبير الفرنسي في الأمراض المعدية دور الأيادي التي تعتبر مفتاحا رئيسيا لنقل العدوى عن طريق اللمس، وهو ما يجب الانتباه إليه بشكل كبير، مبرزا كذلك أهمية التهوية والتقليص من التنقلات وغيرها من الإجراءات الوقائية الأخرى، وأن تدابير الوقاية هي عبارة عن طاولة بأربع ركائز، بحيث يجب الابتعاد عن حالة القلق بسبب الفيروس بتفادي الاختلاط والتباعد إلا للضرورة، ومعرفة أن مخالطة المرضى تتطلب معدلا زمنيا تم تقديره في 15 دقيقة، إلى جانب عدد المخالطين، وكذا التدابير الحاجزية من قبيل الكمامات وغيرها.
وعرف البروفيسور محمد بوسكراوي، عميد كلية الطب والصيدلة بمراكش في مداخلته، بالمضاعفات الخطيرة التي قد تترتب عن عدم احترام مواعيد اللقاحات بالنسبة للأطفال، ما بين الولادة و 18 شهرا، على وجه التحديد، مبرزا أهميتها ودورها في تمنيع جسم الطفل ورفع قدرات جهازه المناعي..
وجدير بالذكر على أن هذه الندوة الافتراضية ساهم في إدارتها وتنشيط أطوارها الدكتور بوحموش خالد رئيس جمعية أطباء الأطفال بالرباط، إلى جانب الدكتور أحمد يحيان مدير مديرية السكان بوزارة الصحة.
واختتم ،الدكتور مولاي سعيد عفيف، هذه الندوة التي عرفت متابعة واسعة من طرف مختصين ومهتمين وصحفيات وصحافيين، بالنظر إلى أهمية مضمونها وجودة قيمتها العلمية، بالتأكيد على المسؤولية الجماعية للخروج من الحجر الصحي بكل وعي والتزام، وعلى ضمان حق الرضع والأطفال في المتابعة الطبية والعلاج والاستفادة من اللقاحات بكل مأمن من أجل مستقبلهم الصحي.