"صحراويون من أجل السلام" تصيب البوليساريو بالهلع وتدفع الجزائر لتعديل دستورها

"صحراويون من أجل السلام" تصيب البوليساريو بالهلع وتدفع الجزائر لتعديل دستورها محمد سالم الشافعي وفي الخلفية مشهد من مخيمات تندوف (أرشيف)

سخط عم قيادة البوليساريو، لما تم الإعلان عن تأسيس "حركة صحراويون من أجل السلام" لكونها حوت مائة من الأطر والضباط وكبار المسؤولين السابقين في البوليساريو، إلى جانب أبناء وأحفاد أعضاء الجماعة الصحراوية إبان الحقبة الاستعمارية الإسبانية، بالإضافة إلى طلاب الجامعات وعدد كبير من النشطاء المدافعين عن حقوق الإنسان.

 

هذا الإعلان أيضا شكل صدمة جديدة لقيادة الجبهة، التي لم تجد أمامها سوى العمل على توظيف جيشها الإلكتروني، كالعادة، ليستنسخ ويسرق شعار الحركة من أجل التضليل أو يهدد أصحابها (المبادرة) تارة، أو التباكي على المشروع الوطني -كما يسمونه- تارة أخرى.. لكن هذه المرة جندت قيادات البوليساريو بعضا من أعضائها للدفاع عن قيادة أبلتها صروف الدهر والسياسة وطمس حرية التعبير والتنقل والرأي، من أجل الهجوم على أصحاب "الحركة" التي وصف خطري أدوه أصحابها بالخونة والعملاء الصحراويين، لأن توجهها يحمل كلمة (سلام) مع توزيع أشكال الاتهامات.. كما أضاف خطري أدوه بأن قيادة البوليساريو ستقوم بمراجعة العملية السلمية مع الأمم المتحدة؛ هذا جاء نتيجة «الحركة" التي ظهرت في ظروف جد حساسة والتي خلفت حالة هيستيريا وارتباك شديدين عند قيادة الجبهة.

 

وفي الطرف الآخر ستقوم الجزائر بتعديل دستورها، خاصة في مادته 29، والمتعلقة بالعمليات العسكرية خارج الحدود الجزائرية.. هذا التعديل الذي يرى من خلاله الكثير من متتبعي ملف قضية الصحراء، بأن الغاية منه (التعديل في الدستور الجزائري الذي سينص على القيام بعمليات عسكرية خارج حدودها)، هو ضرورية للتطورات التي تشهدها منطقة دول الساحل، بالإضافة إلى هذا، ما أصبحت تشهده قيادة البوليساريو من تصدع سيخرجها من دائرة التحكم بالنسبة للجزائر، وبالتالي فقدان السيطرة على مخيمات الصحراويين، لذا جاء هذا التعديل الدستوري الجزائري ربما من أجل تدخل عسكري جزائري في الصحراء، حسب ما يراه بعض المتتبعين لقضية الصحراء.