عبد الإله حسنين: المجموعات التعليمية..جشع في زمن التضامن

عبد الإله حسنين: المجموعات التعليمية..جشع في زمن التضامن عبد الإله حسنين، و مشهد لمدرسة خاصة
في هذه الظروف العصيبة التي يعيشها المغرب كباقي دول العالم نتيجة انتشار الوباء القاتل، ظروف تتميز بالإجراءات الاحترازية وقواعد الانضباط للحجر الصحي، لابد لنا من تفعيل التضامن الإيجابي على مستوى جميع الفئات العمرية وعلى مستوى جميع العائلات لاسيما المنحدرة من أوساط اجتماعية متواضعة وكيفما كانت المجالات، حتى نتجاوز هذه المحنة بدون خسائر كبيرة على مختلف مكونات المجتمع المغربي.
وهذا ما تقوم به بعض الشركات والمقاولات الكبيرة والمؤسسات التربوية والتعليمية لتحقيق التضامن مع العمال ورجال التعليم والإدارة التربوية ونساء النظافة والصيانة.. فبعض المؤسسات التعليمية أصدرت بلاغات تخبر من خلالها العائلات على أنها ستخفض الأقساط الشهرية أو الدورية الدراسية ما بين 25 و30 بالمائة حتى تساعدهم على تأدية ما تبقى بذمتهم لهذا الموسم، وهي إشارات مهمة وجميلة في هذه الأيام التي تعيش فيها العائلات على أعصابهم بحكم الضغط النفسي الممارس عليهم وعلى أبنائهم نتيجة التعليم عن بعد وما يكلفه نفسيا وماديا وتربويا ونتيجة الركون داخل البيوت.
فكم من العائلات لم تكن مرتبطة بالانترنيت ومع الحجر ومتطلباته اضطروا للاشتراك حتى يوفروا لأبنائهم الظروف التقنية والرقمية المساعدة على تواصلهم مع مختلف منصات التعليم عن بعد لاسيما العائلات التي لديها مستويات مختلفة بالمنزل، وكم من التلاميذ يشتغلون بتجهيزات آبائهم ومسطحات أمهاتهم وهواتف إخوانهم الكبار حتى يكونوا في الموعد ولا يتأخروا على الدرس والدراسة.
ومع ذلك تضل بعض المؤسسات التعليمية الكبرى المعروفة على صعيد الدار البيضاء متعصبة لنظامها الإداري والمحاسباتي وغير آبهة بالظروف الاجتماعية للأسر الذين كانوا بالأمس مدراء شركات وأطر عليا بالمقاولات، واليوم هم ينتظرون كباقي المواطنين إعانة الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي التي لن تتعدى ألفين درهم. هذه المجموعات التعليمية التي لا نريد اليوم ذكر أسمائها ولو أنها معروفة على الساحة ننتظر منها تخفيض الأقساط الشهرية أو الدورية ما يتلاءم ومداخيل العائلات حتى يتمكنوا من تأدية ما بذمتهم من مبالغ مالية قبل نهاية السنة التي اكتملت دروسها وليس بها امتحانات، مع العلم أن أغلب العائلات سارعت قبل 20 مارس الماضي لصرف رسوم التسجيل بالنسبة للسنة المقبلة، هذه الرسوم التي وصلت لحوالي 9000 درهم لهذه المجموعات التعليمية.
فأين هو التضامن يا سادة؟ أم أنه الجشع الذي أعمى العيون والعقول.