رشيد لزرق: خرجة العثماني الإعلامية أو المسرحية الهزلية

رشيد لزرق: خرجة العثماني الإعلامية أو المسرحية الهزلية رشيد لزرق
لقد عودنا رئيس الحكومة على قول  كل شيء ولا شيء فالحديث عن كونه لا يملك سيناريو لعودة المواطنين المغاربة هو اعتراف بافلاسه التدبيري، ومن الصعب القول بكون ذلك  مرتبط بمعطيات تملكها الحكومة ولا تريد الإفصاح عليها أو أن الأمر فقط مرتبط بالوضع الصحي المتعلق بكورونا، فرئيس الحكومة ظل يوزع التصريحات  المتناقضة  حول جائحة كورونا منذ بداية ظهورها.
 كما تبين للجميع فشل سعد الدين العثماني رئيس الحكومة في تدبير حالة الطوارئ الصحية، وها هو يمارس سياسة الهروب إلى الأمام من للتغطية على الفشل الذريع لفريقه الحكومي في إيجاد الحلول الحقيقية لتداعيات جائحة كورونا على الاقتصاد المغربي. ولأن فاقد الشيء لا يعطيه، فلا يمكن لعاقل لبيب أن يرهن مستقبل المغرب في أيادي مثل هذا سعد الدين العثماني الفاشل و معه قيادات الأحزاب التي أهملت الكفاءات والطاقات الشابة ومنعتها من المساهمة في حل إشكالات الجائحة.
وأكاد أجزم أن هذا الخطب الجلل (لقاء رئيس الحكومة) كفيل بتحويل مواجهة كورونا - التي ترهن مستقبل المغرب- إلى مسرحية هزلية حتما ستكون  نهايتها تراجيديا دراماتيكية.
ولأن الشيء بالشيء يذكر، لا بد لي من العودة إلى مقترحات الأحزاب التي طرحتها على العثماني كتصوّرات لتدبير أمر الجائحة. لكي نتأكد أنها لم تكن إلا خربشات تشخيص انطلاقا من زاويتها، كما أنها تحاول تصوير أمانيها على كونها مقترحات ذات جودة مزعومة!
فضلا عن ذلك، فإنه لا يمكن أن تكون عروض الحكومة قوية بشأن تصوراتها للنموذج التنموي الجديد. لماذا؟ الجواب ببساطة ينحاز لكون الأحزاب المشكلة لها جميعها تفتقر في أدبياتها الحزبية إلى ما يسمى على الصعيد المقارن بـ "الأطروحات الاقتصادية" التي تتطلب مراكمة سنوات من الاشتغال داخل مراكز حزبية متخصصة.
إن وضع تصور من قيمة نموذج اقتصادي، يحتاج إلى مثقفين وخبراء وكفاءات متخصصة لها من الزاد العلمي والسياسي ما يكفي لتقديم استراتيجية مستقبلية متكاملة الأركان. وهذا ما لا يتوفر عليه رئيس الحكومة المغربية التي تنتمي إلى زمن ما قبل الرقمنة والذكاء الاصطناعي.
ولقد كشفت جائحة كورونا، على الخصوص، وجود هوة شاسعة بين رئيس الحكومة المغربية وبين حسن سير المؤسسات الدستورية. حيث تاهت الحكومة والمعارضة عن لعب أدوارها كاملة في تكريس الديمقراطية، وطرح المشاريع البديلة، وغلب على الحكومة والمعارضة ظاهر التيهان وفقدان البوصلة وعدم القدرة على طرح الحلول 
 مما يستدعي البحث عن جواب المرحلة القادمة الذي يظل حتى اللحظة شعارا دون مضمون؟
إن الإجراءات التي يتخذها سعد الدين العثماني رئيس الحكومة لمعالجة الأزمة الصحية غير كافية ولا تبشر بقدرة الحكومة على إخراج البلاد من الأزمة. لذا لا بد من حكومة خبراء تتأسس على تضافر الجهود للتغلب على تداعيات الوباء التي لا يمكن أن تحجب أو تبرر أوجه القصور، ولا أن تمنع من تحديد المسؤوليات، وعلى رأسها أخطاء تدبير حالة الطوارئ الصحية التي فشلت فيها حكومة العثماني، والتي أضعفت دور الدولة بشكل خطير في حماية صحة المواطنين واقتصاد.