"كورونا".. حرمان خيول التبوريدة من الدعم مقابل تخصيصه لخيول السباقات والجمال

"كورونا".. حرمان خيول التبوريدة من الدعم مقابل تخصيصه لخيول السباقات والجمال ثروة الخيول المغربية يرجع لها الفضل في العديد من الإشراقات

"عْلى هاذْ لحْسابْ، ماكاينْ حتى تغْيير ما بعدْ كورونا، ديما زيدْ الشحْمة في ظْهرْ المعْلوفْ" كان هذا جواب أحد فرسان التبوريدة في تصريح خص به جريدة "أنفاس بريس" بعد أن تناهى إلى علمه أن وزراة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات قد قررت تقديم منحة استثنائية إلى كافة الخيول التي تشارك في السباقات وكذا خيول الجمال.

المنحة التي خصصت لخيول السباقات وخيول الجمال حصرتها وزارة الفلاحة والتنمية القروية في مبلغ 1250,00 درهم لكل جواد على مدة أربعة أشهر أي ما مجموعه 5000,00 درهم، كدعم مخصص لهؤلاء الملاكين والمربيين لمواجهة أزمة جائحة كورونا، والمحافظة على القطاع والتخفيف من الأضرار.

في حين تم استثناء خيول التبوريدة والتي تمثل العمود الفقري على مستوى تحصين وتثمين تراث الموروث الثقافي الشعبي وتعتبر ذاكرة حية للمجتمع المغربي.

هذا الاستثناء لم يستسغه عموم الباردية (موالين الخيل) واعتبروه إجراء إقصائي، ظالم و متحيز لفائد فئة على أخرى في زمن كورونا "هل نملك ما يملك أصحاب خيول السباقات وخيول الجمال؟ من يمثل هذه الفئة وما هي أسمائها؟ وكم يملك شخص واحد من هذه الخيول التي أنعم عليها بالدعم ؟" يتساءل فارس من منطقة دكالة.

وأضاف نفس المتحدث قائلا: " الضرر الذي نتكبده في هذه الفترة لا يعلم به إلا الله. قانون الحجر الصحي والجفاف، زائد قلة ذات اليد ووقف عجلة الحركة التجارية، بالإضافة إلى التهميش والاقصاء كلها عوامل تراكمت علينا لتنتج في النهاية خنقا وقلقا عارما وسط الفرسان في كل المناطق ...فرسان التبوريدة حرموا من منحة يستحقونها هم، وليس من يملك أسطبلات تحتوي على العشرات من الخيول والأفراس من أجل المتاجرة ".

في سياق متصل أكد علام سربة للجريدة بأن " الفرسان وخيول التبوريدة هم العمود القوي الذي تستند عليه الجامعة الملكية المغربية للفروسية والشركة المغربية لتشجيع الفرس في ترويج منتوج تراث التبوريدة، وهم الذين يقدمون أغلى ما يملكون في سبيل المشاركة في صناعة إشراقات الوطن، وهم الذين يؤدون أغلى اشتراكات مادية في منافسات جائزة الحسن الثاني وصالون الفرس ومع ذلك يتم اقصائهم من المنحة التي خصصتها وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية لفائدة الخيول".

هل يعلم من خطط ونفذ لهذه المنحة واستثنى منها خيول التبوريدة أن الفارس/الباردي هو ذلك الرجل / الفلاح والكساب البسيط الذي ضرب الجفاف كل مدخراته الزراعية في عقر داره ، وقضى على كل آماله بعد أن تواطأ الجفاف ضده مع جائحة كوورنا، وسرقت أحلامه وآماله من طرف القائمين على تدبير القطاع؟

أغلب الفرسان الذين اتصلت بهم جريدة "أنفاس بريس" عبروا عن قلقهم وتدمرهم جراء هذا القرار التعسفي والجائر الذي استثنى خيول التبوريدة وفضل عنها خيول السباقات وخيول الجمال، وكأن الإطار القانوني الذي يرعى فنون التبوريدة سواء بالجامعة الملكية المغربية للفروسية أو الشركة الملكية لتشجيع الفرس لا علم له بالأضرار الخطيرة التي تكبدها العالم القروي منبع خيول التبوريدة على جميع المستويات.

"كان على الجهات التي دبرت ملف المنح وقررت منحها لخيول السباقات وخيول الجمال أن تعي جيدا أنها قد صاغت قرار التفضيل و التفرقة والتقسيم بين خيول المغرب قبل المربين والمالكين وأنها شجعت الإقصاء والتهميش وأشاعت السخط وسط قطاع يحتاج لمسئولين يفكرون بضمير وطني وليس بانتهازية ووصولية واضحة" يقول أحد العلامة.

"صفر درهم" منحة خصصت لخيول التبوريدة الحاملة لوزر أصالة تراث الفروسية التقليدية، والتي أضحت تشكل الخيول البربرية والعربية قاعدة لها في كل المواسم والمهرجانات، في الوقت الذي أنعمت الجهات الوصية على مربي ومالكي خيول السباقات والجمال بمنحة 1250,00 درهم لكل حصان مدة أربعة أشهر، وكأن خيول التبوريدة تعيش بدون احتياجات مصاريف الإقامة و المأكل والمشرب والتطبيب والحراسة والنظافة.

خطأ فادح قامت به الجهات التي قدمت فتوى المنح، وسقطت في أول امتحان كان من المفروض أن تكون نتائجه إيجابية على كل ثروة الخيول المغربية سواء تلك التي تشارك في السباقات أو الجمال أو خيول التبوريدة التي يرجع لها الفضل في العديد من الإشراقات التي صنعها الفرسان على متن صهواتها .