"في سنة 1842 كانت الفكرة، وما بين 1878 و 1885 بدأ مشروع بناء مسجد بباريس يأخذ طريقه إلى التنفيذ.وكانت انطلاقته في 1895 داخل سفارة المغرب بالعاصمة الفرنسية حيث تبنته لجنة أفريقيا الفرنسية لكن لم يكتب له النجاح."
هكذا يحكي المؤرخ عبد الله بوصوف في حوار مع موقع "M99" قصة المسجد الكبير لباريس كيف انطلق كفكرة وكمشروع.
فبعد الحرب العالمية الأولى، قررت فرنسا بناء مسجد تكريما للجنود المسلمين الذين دافعوا عنها وماتوا في الحرب.
وهكذا تم في 19 يوليوز، حسب بوصوف، إنشاء مؤسسة الأحباس التي ستتكلف ببناء المسجد بتمويل من الدولة الفرنسية بناء على قانون 19 غشت 1920.
وبتاريخ 16 يوليوز 1926،سيرى المسجد الكبير لباريس النور و سيفتتح بحضور الرئيس الفرنسي غاستون دوميرغ وسلطان المغرب مولاي يوسف،مسجد بهندسة مستلهمة من جامع القرويين بفاس.
وبناء على كل هذه المعطيات، يؤكد عبد الله بوصوف لقناة "M99"،أن هذا المسجد مغربي 100%،مشيرا إلى أن فرنسا دعت المملكة المغربية إلى تبني بنائه لأنها أدركت أن بناء مسجد بدون سلطة روحية دينية ممثلة في السلطان سيدفع المسلمين إلى هجرانه كما وقع في تجارب سابقة.
وأوضح بوصوف أن المغرب لبى دعوة فرنسا وأحدث بظهير "مؤسسة الأحباس والأماكن المقدسة الإسلامية" بحيث تم أيضا بناء فندقين بمكة المكرمة والمدينة المنورة لاستضافة الحجاج المغاربة.
وكان أول إمام بمسجد باريس هو السيد بنغبريط الذي عينه سلطان المغرب بظهير.وكانت أول خطبة جمعة به قدمها إمام مغربي من مدينة سلا يدعى السكيرج.
ودعا في هذه الخطبة المسلمين، يضيف عبد الله بوصوف، إلى السلوك الحسن داخل المجتمع وإلى احترام الجيران و تربية الأبناء و تعليمهم.
وعن سؤال للموقع حول انتقال هذا المسجد من المغرب إلى الجزائر، رد بوصوف أن هذا الأمر يعود إلى عدم الاهتمام المغربي به في خمسينيات القرن الماضي، متابعا أن الإمام الشيخ حمزة أبو بكر (إمام المسجد من 1957 إلى 1982)،وهو جزائري الأصل ذهب إلى المغرب و طلب تسجيل المسجد باسم المملكة لكنه لم يتلق أي رد،وهو ما دفعه إلى طلب ذلك من الجزائر التي لبت الدعوة ليصبح مسجد باريس مسجدا جزائريا وبالصدفة،يعلق عبد الله بوصوف الذي يتمنى أن يسترجعه المغرب يوما ما.
للإشارة فإن المسجد الكبير لباريس مسجل ضمن الآثار التاريخية لفرنسا وحائز على علامة تراث القرن20.
وقد بدأت الجزائر عام 2015 في إجراءات تثبيت ملكيته. وفي شهر يناير 2020 تم تعيين شمس الدين حافظ إماما للمسجد علما أنه محامي البوليساريو وسفارة الجزائر بباريس.