محمد شيبا : غابات إقليم الحسيمة تتعرض لإعتداءات خطيرة من طرف عصابات منظمة

محمد شيبا : غابات إقليم الحسيمة تتعرض لإعتداءات خطيرة من طرف عصابات منظمة محمد شيبا، وعلى اليسار مشهد لخريب غابات إقليم الحسيمة
قال محمد شيبا (فاعل مدني وسياسي بإقليم الحسيمة ) إن إقليم الحسيمة، وعلى الخصوص جماعة إساكن، يشهد حاليا وبالتزامن مع فترة الطوارئ الصحية ارتفاع في وتيرة الجرائم الغابوية والتي تتجلى في قطع أشجار الأرز، وأشجار الصنوبر، والفلين بكل أنواعه، بالإضافة إلى الأحراش الغابوية، مضيفا بأن تزامن موسم حرث الكيف تزامن هذه السنة مع الحجر الصحي الأمر الذي ساهم في تفاقم الوضع، حيث تسجل خلال موسم حرث الكيف وتيرة الهجوم على الغابة من أجل توسيع المساحات المزروعة بالكيف في الإقليم، لاسيما مع ظهور النبتة الجديدة للكيف والمهجنة في المختبرات الأجنبية ( تريبيتا ) والتي تعرف بإنتاجيتها المرتفعة مقارنة مع نبتة الكيف المحلية، حيث تصل قيمة البذور إلى 10 دراهم للحبة الواحدة.
كما تسجل خلال فصل الخريف هجومات مماثلة على الغابة من أجل التزود بحطب التدفئة، بسبب برودة الطقس والتساقطات الثلجية، وغياب بدائل للتدفئة.
وأشار شيبا أن قرارا صدر من السلطات المحلية بمنع زراعة نبتة الكيف المستوردة بالنزر لتداعياتها على الفرشاة المائية، وعلى الغابة، فضلا عن تسببها في اندلاع الصراعات العائلية، مضيفا بأن السنوات الأخيرة عرفت نضوب الكثير من العيون والوديان بإقليم الحسيمة بسبب كثرة الآبار التي أضرت بالفرشاة المائية والتربة على حد سواء.
وأضاف محدثنا أن دواوير " تيغيسا " و" جرسيف " " وتامدا " و اصكصا " وغيرها سجلت في حوادث هجوم خطيرة على الغابة، والتي وصلت إلى حد الإعتداء على عون تابع لإدارة المياه والغابات بآلة حادة من طرف أحد المياومين والذي يشتغل لفائدة أحد أبناء المنطقة، مقدما مثال تقليم 60 شجرة من الصنوبر منذ أيام بدوار تيغيسا، وحرث حوالي هكتار من مرج داخل الغابة تمهيدا لزراعة الكيف، وقد تم إشعار السلطات المحلية – يضيف – والتي تجاوبت بشكل سريع مع الموضوع، حيث تم إرسال لجنة تضم ممثلين للسلطات المحلية وإدارة المياه والغابات والدرك الملكي، من أجل تحرير مخالفات ومحاضر بهذا الخصوص، محذرا من اندثار خطير وسريع للغابة في الريف الأوسط، وكل من جبل تدغين أعلى قمة في الريف وجبل دهدوه، حيث تتعرض الغابة وضمنها أشجار الأرز إلى اعتداءات يومية، علما أن نمو شجر الأرز يتطلب سنوات طويلة.
وتطرق محاورنا لحوادث الإحراق العمدي للغابة في نهاية فصل الصيف للقضاء على الأشجار والغطاء النباتي الغابوي وتوسيع المساحات المزروعة، وهو الأمر الذي تم تسجيله مرارا وتكرارا.
وعن سبل تجاوز هذا الوضع اقترح محدثنا بلورة شراكات تجمع المندوبية السامية للمياه والغابات والساكنة المحلية على غرار التجربة التي تمت بلورتها في إقليم القنيطرة والأطلس المتوسط بتأسيس تعاونيات غابوية تجمع الطرفين، والتي تبقى هي الحل الأنجع أمام ضعف إمكانية مراقبة الغابة بالإقليم، وإرساء أجواء الثقة بين المواطنين وأعوان إدارة المياه والغابات عبر حملات تحسيسية، وهو الأمر الذي سيعود بالنفع على الطرفين وحماية الثروة الغابوية بدل المبادرات المحدودة التي تمت بلورتها في السابق من قبيل توزيع أفران للتدفئة لا تستهلك الكثير من الحطب لفائدة الساكنة، والأهم من كل هذا – يضيف - هو تعديل القانون  الإعتداءات على الغابة على أساس أنها مجرد جنح، داعيا إلى تشديد العقوبات في مواجهة المخالفين لتحقيق الردع وبالتالي حماية الثروة الغابوية .