كورونا تفرض على أكثر من 470 متهم المثول أمام المحاكم من سجونهم..

كورونا تفرض على أكثر من 470 متهم المثول أمام المحاكم من سجونهم.. جانب من جلسة محاكمة في إطار التقاضي عن بعد في زمن كورونا

بلغ عدد المتهمين الذين مثلوا أمام المحاكم في إطار التقاضي عن بعد ما مجموعه 476 سجينا، حيث احتضنت 37 مؤسسة سجنية جلسات محاكمتهم من داخل فضاءات تم تجهيزها من قبل المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج لهذا الغرض ابتداء من يوم الاثنين 27 أبريل 2020.

 

وبهذا تكون السلطة القضائية، ومعها مندوبية السجون، قد ربحتا الرهان من خلال تفعيل هذا الإجراء الذي كان معمول به في بعض المحاكم منذ سنوات قبل أن يتوقف لغياب نص قانوني في المسطرة الجنائية، لكنه عاد اليوم بقوة وبإلحاح، بالنظر لهذا الانتشار الواسع لفيروس كورونا الذي لم يترك فضاء إلا وضربه، محدثا خسائر صحية في صفوف المصابين سواء المدنيين أو العسكريين أو الأمنيين، ولم تكن المؤسسات القضائية والسجنية في معزل عن هذه الجائحة، التي مست قضاة ومحامين وأودت بحياتهم، وكذا الأمر بالنسبة لنزلاء السجون والموظفين، رغم الاحتياطات والتدابير الاحترازية التي تم اتخاذها.

 

يذكر أنه في المدة من 16 مارس 2020 إلى 21 أبريل منه، تم تسجيل 20420 حالة إخراج للنزلاء للمحاكم، و525 حالة للترحيل القضائي، في حين تم تسجيل 5484 وافدا جديدا على المؤسسات السجنية، فضلا عن 366 حالة إخراج للمستشفى خلال الفترة الممتدة من 27 مارس إلى 23 أبريل الجاري، وهي الأرقام التي دفعت المندوبية لإجراء الإغلاق الشامل للمؤسسات السجنية.

 

وفي علاقة بالإجراء الذي اتخذته المندوبية العامة للسجون والقاضي بمنع خروج النزلاء إلى المحاكم والمستشفيات باستثناء الحالات القصوى، فإن جميع المعطيات التي تم التوصل بها تفيد بأن عقد الجلسات عن بعد يتم في ظروف ملائمة، رغم بعض الصعوبات التقنية التي كانت تعتري الاتصال بين القضاة والمتهمين، بحضور أصحاب البدل السوداء، وهو ما عاينته جريدة "أنفاس بريس" من خلال الزيارة الميدانية لبعض محاكم الدار البيضاء.

 

وفي إطار الرصد الوبائي الذي تقوم به المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، بإشراف من وزارة الصحة، فإن السجن المحلي لورزازات بلغ عدد المصابين فيه بفيروس كورونا بلغ حتى فجر يوم الثلاثاء 28 أبريل 2020، ما مجموعه 241 حالة إصابة في صفوف نزلاء المؤسسة و62 حالة مؤكدة في صفوف الموظفين، مع تسجيل 382 نتيجة سلبية في صفوف النزلاء، علما أنه لم يتم التوصل بعد بنتائج التحاليل الخاصة بثلاثة موظفين، مع تسجيل وفاة موظف إثر مضاعفات صحية وكذا زوجة أحد الموظفين. يليه السجن المحلي بالقصر الكبير، حيث تم تسجيل أربع حالات إصابة في صفوف الموظفين، تماثل اثنان منهما للشفاء وغادرا المستشفى، وثلاث حالات في صفوف النزلاء.

 

وقد تم تسجيل ثلاث حالات مؤكدة في صفوف موظفي السجن المحلي الأوداية بمراكش كان ينتظر أن يلتحقوا بالمؤسسة في إطار الفوج الثاني لنظام التناوب، منهم موظف أشعر إدارة المؤسسة بإصابته دون حضوره للمؤسسة، علما أن اثنين من الموظفين الثلاثة قد تماثلا للشفاء وغادرا المستشفى.

 

بالمقابل سجلت جهات الدار البيضاء سطات، والرباط سلا القنيطرة، وفاس مكناس، والشرق، والعيون السمارة، وسوس ماسة، وبني ملال خنيفرة، خلو مؤسساتها السجنية من أية إصابة بالفيروس.