دبيش:كيف تحولت صلاة التراويح في المغرب إلى فريضة بعدما كانت صلاة فردية؟

دبيش:كيف تحولت  صلاة التراويح  في المغرب إلى فريضة بعدما كانت صلاة فردية؟ عبد الوهاب دبيش
التراويح عادة رمضانية لم يعرفها المغرب قبل هجوم الفكر الوهابي على المغرب؛ كانت عوائد أهل المغرب الذين كانوا يختمون القرآن الكريم ليلة القدر.
المعروف تاريخيًا أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يصلها ولم يأمر بصلاتها؛ ولما ألح عليه المؤمنون اختلى ببيته وأقام الصلاة منفردا؛ في إشارة إلى أن قيام الليل أفضل درجة عند الله منها وان تكون فردية لا إمام لها كما أن خير من يؤديها هو الذي كان أمام نفسه.
غير أن السعوديين لما أدركوا أن عدد زوار الحرمين بدأ يتكاثر منذ نهاية السبعينات حولوها إلى طقس تعبدي تتكاثف الجهود لإقامته؛ والواقع أنهم كانوا يرمون من وراء ذلك الحصول على مداخيل إضافية تزداد إلى ما بذره النفط على الخزينة السعودية.
المسلمون بحكم طيبتهم وتشبثهم بدينهم و شمائل النبوة تبركوا بطقسها تماما مثلما تبرك أسلافهم بالأولياء والأضرحة أملا في ثواب يلحقهم بعد مماتهم.
لذلك أعطوا أهمية لهذا الطقس التعبدي المختلف عما عرفه المسلمون إلى حدود منتصف الخمسينات من القرن الماضي. وواقع الأمر يقول أن الصلوات التي يستحسن إقامتها في المساجد بإمام هي الصلوات الخمس المفروضة وعداها تصلى بشكل فردي حتى ركعتي الشفع وركعة الوتر اللواتي تعد سنة مؤكدة تصلى بشكل فردي ودون إمام.
المعاناة الحقيقية التي يتخبط فيها المسلمون أنهم وقعوا ضحية تدليس مع سبق الإصرار والترصد لشعيرة أقرها عمر بن الخطاب باعتبارها بدعة حسنة تماما؛ مثل طقس الحزب الراتب التي يعرفها المغرب منذ العصر الموحدي.
غير أن أتباع الإخوان ومن يذهب في منحهم اقروا بصلاة التراويح وحولوها إلى فريضة والدين منها براء؛ وأنكروا على المسلمين قراءة الحزب بشكل جماعي بعد صلاتي الفجر والمغرب.
منطق غريب وشاذ لا تفعله غير الجماعة الإسلامية المنضوية تحت لواء الإخوان.
 
عبد الوهاب دبيش، أستاذ التاريخ بكلية الآداب بنمسيك الدار البيضاء