كورونا يوحد المغاربة ومحمد الفايد يفرقهم

كورونا يوحد المغاربة ومحمد الفايد يفرقهم خلفية كورونية وفي الإطارات من اليمين: منعم وحتي، محمد الفايد، حسن بناجح

لم تمر خرجات محمد الفايد الإعلامية الأخيرة حول كورونا في صمت، بل حركت من جديد النقاش حول الرجل الذي يتكلم في كل شيء، من نبتة "اللويفيرا" إلى براز البعير وبوله، مرورا بفتوى صيام رمضان وصناعة السرطان، وغيرها من المواضيع الصحية والنباتية. بل سينتقل هذا النقاش إلى ردهات المحاكم  بعد تقديم الدكتورة سناء سماعل، طبيبة من القطاع العام بمدينة وجدة، لشكاية في حقه، وذلك لـ "تطاوله على مهنة الطب"، حسب تصريح لها خاص بجريدة "أنفاس بريس".

 

ويبدو أن محمد الفايد ليس طائرا يغرد لوحده، بل يتأكد يوما بعد يوم أنه يجر وراءه أنصارا، وتسانده قيادات من الصف الأول للجماعات الأصولية، حسب تعبير لمنعم وحتي، القيادي بحزب الطليعة. وكانت هذه الإشارة ردا بعد أن نشر حسن بناجح، أحد كوادر جماعة العدل والإحسان تدوينة على صفحته الفيسبوكية، انبرى فيها للدفاع عن الفايد، معتبرا أن الهجوم على الفايد هو "هجوم على هوية الأمة"!!

 

هذا الاصطفاف الأصولي جعل منعم وحتى، يقول "نزول قيادات من الصف الأول في الجماعات، لتشتغل بيدها لإخراج الفايد من مأزقه، يعني الإفلاس الفعلي للدجل في زمن الأوبئة وأمام الملئ". مضيفا أنه"الآن لم يعد الموضوع فقط هو مساندتهم لأطروحاته اللاطبية، بل بتكفير الأمة وتحويل معركتهم للدفاع عن الهوية الدينية لتجييش الأتباع، وهذا دليل إفلاس منظومة الدجل هاته والتخوف من انهيار مشروعها".

 

منعم سيصوب بندقيته ويسدد بأنه لا حق لـ "دكتوركم" في الإفتاء بالعلاج فهو ليس طبيبا، وإن كان له اكتشاف خرافي ما فليعرضه على مركز علمي لإثباته مخبربا وسريريا بإحصاء حالات الشفاء والموت. وأن لا حق لأحد بالتكلم باسم ديننا الحنيف والمتسامح، الذي كرم العلم وإعلاء درجة العقل، وبأنه سيكون هو ومن يوافقه في التوجه والتفكير إلى جانب أي هيئة أو اجتهادات طبية وعلمية تواجه تحقير الجماعات للعلم والأطباء.

 

هكذا إذن في الوقت الذي يتوحد فيه المغاربة في مواجهة عدو جديد هو كورونا، وفي الوقت الذي يوجد الأطباء في الواجهة، يظهر الفايد ليقسم بين بعض من المغاربة، ولتخرج قيادات من جماعة العدل والإحسان للدفاع عنه، مما يوحي بأن النار التي اشتعلت حوله لن تخمد بسرعة.