تخليدا للذكرى 45.. جمعية الشعلة تطرح خارطة الطريق لما بعد كورونا

تخليدا للذكرى 45.. جمعية الشعلة تطرح خارطة الطريق لما بعد كورونا عبد المقصود الراشدي رئيس جمعية الشعلة
توصلت جريدة "أنفاس بريس" بنسخة من بيان جمعية الشعلة للتربية والثقافة التي تعيش شبكة فروعها عبر ربوع المملكة أجواء الذكرى 45 سنة من العطاء لفائدة الحركة الجمعوية المغربية دفاعا عن حرية التعبير والحق في العمل الجمعوي والحق في مغرب حداثي ديمقراطي لخدمة قضايا الطفولة والشباب ببلادنا…
استحضار الشعلة لمسارها التاريخي بقيمه، وخياراته في ظل جائحة وباء كورونا تخيم عليه أجواء الترحم "على مختلف ضحاياها، مثمنة لمختلف مبادرات وإجراءات الدولة لحماية المواطنات والمواطنين".
وانطلاقا من قناعة الشعلة بمبادئها التقدمية تجدد اعتزازها بـ "الواجب الوطني والمهني لنساء ورجال الصحة والقوات العمومية، ونساء ورجال التعليم، وعاملات وعمال النظافة... إلى جانب مساهمة المواطنين في التجاوب والتعامل الإيجابي للدفاع عن الحق في الحياة… "
وفي سياق متصل تستحضر الشعلة في أجواء الذكرى 45 " وُجوها وطنية جمعويةً تغمدهم الله جميعا برحمته، بصمت تاريخ العمل التطوعي من أمثال محمد الحيحي، الطيبي بن عمر، محمد بركاش، محمد السملالي - عبد اللطيف سميرس - الطاهر بورحة - زهور طراغة - محمد الصوغو ... إلى جانب قيادات الحركة الكشفية والأوراش الإجتماعية". فضلا عن استحضار الشعلة لأعز مؤسسيها وأعضائها الذين خدموا مشروع الشعلة -رحمة الله عليهم- وفي طليعتهم محمد غنمي - شكيب الشيخي - عائشة الغوزي - عبد الله شاكر العلوي - محمد أمدي - مصطفى الزوين، إلى جانب أسماء بمختلف فروع الجمعية…
بيان الشعلة لم ينس " كل الأطر الوطنية بالقطاعات الشريكة التي واكبت مسار الجمعية ويسرت عملها على مدى أربعة عقود، متوجهة بالتحية والتقدير لهم ولكل الفعاليات الثقافية التي شاركت الشعلة في تأطير مختلف الأوراش التكوينية والعمل مع الشباب واليافعين والأطفال في مختلف الجهات بعد تأصيلها تنظيميًا".
وحيا بيان المكتب الوطني " كل الطاقات على إسهامها النوعي لما قدمته الشعلة في خدمة المشهد الثقافي من خلال العروض الثقافية والفنية ومن خلال الملتقيات الوطنية والمساهمة في إصدار مجلة (الشعلة) ومختلف منشوراتها الفكرية والإبداعية، وفي مختلف التظاهرات الدولية التي احتضنتها الشعلة ببلادنا دعمًا لقضيتنا الوطنية، ومناصرة القضايا القومية العادلة، ومنها والدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني في دولة مستقلة وعاصمتها القدس الشريف".
فخر الشعلة بالذكرى 45 استحضرت من خلاله كذلك "التفاف ودعم مكونات الحركة الديمقراطية ببلادنا لمشروع الشعلة المجتمعي؛ إلى جانب اعتزازها بجميع وسائل الإعلام المكتوبة والإلكترونية والسمعية البصرية التي واكبت منذ السبعينات إلى اليوم أنشطة الشعلة وأبلغت وجهة نظرها إلى الرأي العام في أكثر من مناسبة".
مسار جمعية الشعلة الغني والمتنوع العطاء بتعدد تواجدها الجغرافي، جعلها جمعية وطنية "تعتز وتفتخر بفعالية عضواتها وأعضائها ومساهمة كل الأجيال التي تعاقبت على المسؤولية المحلية والجهوية والوطنية منذ السبعينات إلى اليوم، بإيجابية ودينامية في التنمية البشرية والاجتماعية والديمقراطية ببلادنا، وإلى ترجمة مشروع الشعلة إلى فعل ثقافي وتربوي لفائدة الطفولة والشباب ببلادنا…"
والشعلة اليوم، إذ تؤجل الاحتفالات بذكرى تأسيسها إلى نهاية السنة احترامًا لما يعيشه وطننا الآن. حسب بيان المكتب الوطني فإنها تعتبر أن "المغرب مازال في حاجة لنفس جمعوي جديد ولحركة تطوعية مواطنة تساهم في تأطير العنصر البشري وتأهيل مختلف الأجيال لخوض رهان التحديث والتنمية والديمقراطية والمساواة ومجتمع العدالة الاجتماعية والمجالية والكرامة وحقوق الإنسان في أفق تعاقد مجتمعي جديد، خاصة بعد تجاوز هذه الجائحة ومخلفاتها".
في هذا السياق أكد بيان الشعلة على " اعتزازها بجميع العضوات والأعضاء المشتغلين بمختلف فروع شبكة الجمعية وجهاتها والتي مازالت ستناضل من أجل فعل جمعوي نزيه وفاعل لخدمة المجتمع اليوم ما بعد كرونا". فضلا عن تأكيد البيان على "تطوير عملها وتأهيل آلياتها خدمة لأجيال المستقبل، تفعيلًا للبرنامج التعاقدي وتطويرا لتراكم فعل فروعنا داخل المجتمع لدعم مغرب المستقبل".
وأكد المكتب الوطني لجمعية الشعلة أنه بعد هذه الجائحة ودروسها على " ضرورة مواصلة بناء الدولة الوطنية الديمقراطية الحداثية الراعية لحماية الوطن والمواطنين وتوفير شروط العيش الكريم والعيش المشترك." على اعتبار يقول البيان أن الحركة الجمعوية شريك "أساسي في تأهيل المجتمع وتعاقداته ومواكبة السياسات العمومية ضمن الديمقراطية التشاركية، التي ينبغي أن تتكامل مع الديمقراطية التمثيلية، ولذلك يجب تمكينها من مختلف وسائل العمل وآلياته ضمن تعاقدات قانونية على قاعدة المردودية والاستمرارية والمحاسبة"
ودعا المكتب الوطني في بيانه إلى ضرورة "تفعيل الديمقراطية التشاركية بتعديل القوانين التنظيمية الخاصة بالعرائض والملتمسات في أفق إعمال الحقوق والحريات وتمكين المجتمع المدني من تفعيل أدواره الدستورية". مع توجيه الدعوة إلى "مكونات الحركة الجمعوية المغربية بمختلف أصنافها إلى التعبئة بحس تشاركي لفائدة مدونة قانونية جديدة مؤطرة للحركة الجمعوية تخدم تحديث ودمقرطة المجتمع".
جمعية الشعلة للتربية والثقافة دعت من خلال بيانها " اللجنة الوطنية المكلفة بالتفكير في المشروع التنموي إلى اعتبار مستقبل المغرب يحتاج كذلك ضمن أولوياته إلى جيل جديد من مدونة قوانين الحركة الجمعوية يؤهلها بشكل فعال للقيام بوظائفها الدستورية".
وألح بيان الشعلة على ضرورة " سن آلية قانونية تمكن الفاعل الجمعوي من وضع اعتباري وقانوني تخول له حق التأطير عن قرب والمشاركة في تدبير الأزمات". والتركيز على أهمية إعادة الاعتبار "للمدرسة العمومية والبحث العلمي كرافعتين للتنمية والتماسك الاجتماعي والتعدد والانفتاح والحداثة والتقدم المجتمعي والمعرفي".
 وثمن المكتب الوطني مختلف المبادرات التي تقوم بها الفروع محليًا في ظل هذه الجائحة من خلال مواصلة تعبئة المواطنين وتحسيسهم بأهمية وضرورة احترام الحجر الصحي، وكذا الانخراط في مختلف المبادرات المواطنة ومنها المساهمة في التبرع بالدم والعمل المميز لفائدة مختلف فئات المجتمع عن طريق التنشيط الثقافي و التربوي عن بعد إلى نهاية رمضان.