لكن ما يصعب فهمه هو أن لا تستطيع الحكومة ترحيل الأحياء من المغاربة العالقين خارج المغرب إلى وطنهم بعد أن تم إغلاق المطارات والموانيء.
ففي الوقت الذي تتجه فيه كل الأنظار إلى ما يمكن أن تقدمه الوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج من حلول عملية، علمًا أن وضعية المغاربة العالقين بأروبا تزداد سوءا يوما بعد يوم، أطلت علينا السيدة الوزيرة نزهة الوفي المغلوب على أمرها، في اجتماع لجنة الخارجية والدفاع الوطني والشؤون الاسلامية والمغاربة المقيمين بالخارج، بخطاب عاطفي تتقاسم فيه الألم مع المغاربة في الخارج ومن منا لا يتقاسم ذلك الألم سيدتي الوزيرة؟ ثم طالبت المغاربة العالقين "بالصبر حتى يفرج الله " وأن التاريخ سيسجل التضحيات التي يقومون بها.
نعم السيدة الوزيرة نسجل وبافتخار وبكل أمانة، المجهودات التي تقوم بها الهيأة الديبلوماسية والقنصليات من أجل مساعدة هؤلاء المغاربة، لكن تبقى تلك المساعدات متواضعة بتواضع الإمكانيات المتاحة لديهم حسب تصريحات بعض المسؤولين بالقنصليات، وهنا لا بد أن نسجل بمداد من ذهب المساهمة المهمة لمغاربة العالم مع إخوانهم العالقين، ماديا ومعنويا ويمكنني أن أؤكد انه ما لم تستطع تحقيقه حتى بعض القنصليات استطاع المجتمع المدني تحقيقه وهذا هو مفهوم التكامل والتعاون بين المؤسسات والمجتمع في أرقى تجلياته.
إن المغاربة العالقين خارج وطنهم يحتاجون إلى حل فوري، لا إلى تذكيرهم "بفضائل الصبر والصابرين وذخيرة الشاكرين للعلامة بن القيم الجوزية"، المغاربة الآن ينتظرون قرارا جريئا ينهي قصص مآسيهم، المغاربة الآن يطلبون فقط الالتحاق بوطنهم لكي يتقاسموا حجرهم الصحي بين أحضان أُسرهم وذويهم، الحكومة المغربية اليوم إما أن تكون في مستوى تدبير هذا الملف وإما أنها ستخلف موعدها مع التاريخ، ليبقى الأمل الأخير في مبادرة ملكية للملك محمد السادس لتنضاف الى سجل مبادراته الإنسانية.