وميزة "عام كورونا" أنه يأتي في زمن الطفرة التقنية والغزارة المعلوماتية التي ترصد حركة الوباء بالساعات وبالصوت والصورة، عكس إخوته من الأعواد المعلومة التي ازدردتها بالوعة التاريخ، وطوتها في غياهب المجهول، كما يتميز عام كورونا باجتياح فيروسه لكل دول العالم ، عكس باقي النكبات المشئومة الأخرى التي ضربت المغرب دون غيره، لكن من جهة أخرى وجد عام كورونا البشرية قد استعادت الكثير من إنسانيتها وسنت لها دساتير وقوانين، نظمت نفسها في مجتمعات متماسكة ومنظمة، وطورت حضارتها على مستويات جودة الحياة من قوة الصحة ووفرة التعليم وغيرها من الحقوق، لذلك اصطدم كورونا بقلاع محصنة بالمختبرات ومعاهد الأبحاث وتقدم طبي وصيدلاني، مما ساهم في كسر شوكته، و ترويضه والتقليل من خسائر هجمته، ففيروس بهذه المواصفات كان سيقتل الملايين في الأسبوع الواحد لو ضرب الإنسانية وهي في زمن تخلفها وتقهقرها، فقد لا يصل بأهل الميت حتى لمعرفة سبب وفاة قريبهم، وقد يخرجون من حفل العزاء بمزيد من الضحايا وهم لا يعلمون.
سيذكر المغاربة عام كورونا بالعام الذي أغلقت فيه المساجد و المدارس والمعاهد والجامعات، وعام "رمضان بلا تراويح"، وعام "لقراية في الدار"، وعام "ممنوع الخروج من البيت" إلا "بورقة المقدم"أو "الحبس"، وعام "لا حج لاعمرة"، وعام "ممنوع الزحام في الطوبيسات والطاكسيات"، وعام "جافيل ولانكول"، لكن التسمية الأقرب ليحملها عام كورونا هي "عام لكمامة" أو "العام اللي كان فيه السلام حرام"، نجانا الله وإياكم من شي "عام خايب" رحم الله عبدا قال آمين.