مصطفى المنوزي: نداء الصحة النفسية والحكامة الأمنية في زمن كورونا

مصطفى المنوزي: نداء الصحة النفسية والحكامة الأمنية في زمن كورونا مصطفى المنوزي

 نداء إلى كافة زميلاتي وزملائي في الديناميات المهتمة والمعنية بالصحة النفسية والحكامة الأمنية والأمن القضائي أصدقاء وصديقات جمعية أبعاد إنسانية للصحة النفسية، والمختبر المدني للعدالة الاجتماعية، وشبكة أمان المغرب للحماية والوقاية من التعذيب، والمركز المغربي للديمقراطية والأمن، وأكاديمية الحكامة التشريعية والأمن القضائي:

 

تحية جمعوية إنسانية  وبعد؛

 

بعد أسابيع أو بضعة أشهر سيقل ضغط كارثة جائحة كوفيد 19، ولربما سيعم الشفاء الجميع، ويتقرر رسميا التخفيف التدريجي لإجراءات الحجر الصحي، أو يرفع جزئيا، إلى أن يتم القضاء على الفيروس واستئصال أسباب وجوده؛ بحكم قدرته، المفترضة، على تجدده وتحوله التوليدي والتحييني.

وفي آخر المطاف مضطرون للخروج إلى حياة جديدة وبمعاملات متميزة، وهي عودة مشمولة لإرادة قوية للتطبيع مع ظرفية أخرى وعوالم مختلفة، وهذا من مسؤولية الدولة ومؤسساتها الدستورية والعمومية.

ولأنه لا مناص من عبور مرحلة انتقالية في أفق التكيف مع الواقع الجديد وتقبل مقتضياته؛ خاصة وأن الجائحة لابد وأن تترك وقعا وتداعيات تؤثر على المعنويات، وعلى القدرة على استرجاع النفس والحماس، ناهيك عن التوجس الذي سيظل يرافق بعضنا، وخاصة لدى المرضى والفئات الهشة، تتخذ أحيانا  شكل فوبيا تكرار التجربة المأساوية.

فخلال فترة الحجر الصحي ارتبكت مصالح وتأجل استيفاء حقوق، وربما ضاعت مكتسبات، وبالتالي ليس من السهل استيعاب هول تعقيدات اللحظة وخلفيتها وانتظاراتها ومتطلباتها، من هنا وجب توجيه المناشدة إليكم قصد الاستشراف والتفكير وإبداع وسائل ومبادرات تروم مرافقة ضحايا المرحلة وغيرهم من المواطنات والمواطنين، مرافقتهم نفسيا وقانونيا وحقوقيا واجتماعيا، وهي بمثابة فرصة تاريخية وحقيقية لتفعيل جيد وناجع، وعلى أرض الواقع، لكافة أهداف ورسائل هيئاتكن وهيئاتكم النبيلة، بعد أن كانت محل تأمل واختبار خلال  فترة الحجز الصحي.

 

- مصطفى المنوزي، فاعل مدني من أجل الأمن ضد الحاجة والخوف