الإبداع في زمن كورونا.. تمثلات الحجر الصحي بتطوان بعيون الفنان التشكيلي بوعبيد بوزيد

الإبداع في زمن كورونا.. تمثلات الحجر الصحي بتطوان بعيون الفنان التشكيلي بوعبيد بوزيد التشكيلي بوعبيد بوزيد مع عملين فنيين من إنجازه

ألهمت حالة الطوارئ الصحية، التي تعيشها بلادنا للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد19)، العديد من الفنانين التشكيليين لإبداع لوحات فنية للتعبير عن الأحداث الجارية، منها أجواء ولحظات الحجر الصحي بالفضاءات العمومية وترجمتها بالألوان، ورسومات توعوية كجزء من رسالة الفن الهادفة.

 

وهكذا نشر الفنان التشكيلي بوعبيد بوزيد، على صفحته الفيسبوكية، لوحات تشكيلية إبداعية جميلة تعبر عن الواقع الذي نعيشه من خلال لحظات الحجر الصحي، منها لوحة تبدو فيها شوارع وساحات مدينة تطوان وهي فارغة، بالإضافة إلى لوحات أخرى تعبر عن جزء من اهتمام الناس والبشرية لما يقع بعد انتشار فيروس كورونا من خلال الأحداث التي تدور في العالم بسبب انتشار هذا الوباء؛ مستلهما ما يحدث حوله في سياقه الاجتماعي والثقافي. وأبرز الفنان التشكيلي بوزيد بوعبيد، من خلال لوحاته الفنية التي أنجزها أثناء فترة الحجر المنزلي الصحي، الحياة التي يعيشها العالم في الوقت الحالي، وما ساهم به فيروس كورونا، في نشر حالة من الرعب والخوف للأسر.

 

إبداعات ركز فيها على البعد الإنساني بشكل أساسي، ثم البعد الفني والسياق الاجتماعي، باعتبار الفن حالة إنسانية تتولد مع كل اللحظات التي نعيشها في زمن مجابهة فيروس كورونا، ساهمت في بروز أعمال فنية تعالج هذه الفترة الزمنية، والتعبير عن هذه الحالات بالألوان. ويعتبر الفنان بوزيد بوعبيد من خلال هذه اللوحات أن الفن رسالة ووسيلة للتعبير عما يحدث، وأن حرص الفنان على ممارسة إبداعه في ظل الظروف الحالية التي يعرفها العالم هي أفضل وسيلة لنشر التوعية، وذلك للحد من انتشار فيروس كورونا.

 

 

الفنان التشكيلي بوزيد من مواليد سنة 1953 بتطوان، تخرج من مدرسة الفنون الجميلة سنة 1975، قبل أن يكمل دراسته الأكاديمية بإسبانيا وبلجيكا٬ من القلائل الذين خضعوا لتدريب في علم المتاحف وآخر في مجال ترميم وإصلاح الأعمال الفنية٬ وقام بتداريب ميدانية وزيارات متعددة للمتاحف الحديثة والمعاصرة في عدد من البلدان الأوروبية٬ أغنت تجاربه ومعارفه وأهلته لإدارة متحف تطوان للفن الحديث٬ الذي يؤثث في أروقته لإبداعات نادرة تستقطب اهتمام مهتمي الفن التشكيلي من المغرب وخارجه.

 

وتمكن الفنان بوزيد من الخروج من ثوب الفنان التشكيلي ليلبس جلباب الباحث المؤرخ في مجالات متعددة٬ المهتم بالرصد والنقد الفني٬ وأصدر كتابين: الأول عن التشكيلي المغربي الراحل المكي مغارة؛ والثاني في جزأين بالعربية والإسبانية والفرنسية والإنجليزية تحت عنوان "رسامون من تطوان" تضمّن سير وأعمال 67 فنانا من مختلف الأجيال والاتجاهات الفنية.