فرضته كورونا: التعليم عن بعد بعيون فاعلين تربويين وأولياء تلاميذ

فرضته كورونا: التعليم عن بعد بعيون فاعلين تربويين وأولياء تلاميذ نموذجين توضيحيين للتعلم عن بعد في صورة مركبة

يتوزع النقاش ويختلف حول الدراسة عن بعد، التي فرضها، دون سابق إنذار، زمن كورونا، بين مؤيد ومعارض، كل طرف انطلاقا من موقعه وإمكانياته وتخصصه ومسؤوليته.

 

فمنذ البداية، أكدت  الوزارة المعنية، أنها ستتخذ جميع التدابير من أجل ضمان الاستمرارية البيداغوجية عن طريق كل ما يمكن توفيره من موارد رقمية وسمعية بصرية وحقائب بيداغوجية لازمة لتوفير التعليم والتكوين عن بعد، بغية تمكين المتعلمات والمتعلمين من الاستمرار في التحصيل الدراسي. وأن الوزارة ستعتمد على منصات إلكترونية لتقديم الدروس للتلاميذ.

 

أحمد بومشكة، مفتش التوجيه التربوي، قال لجريدة "أنفاس بريس"، إن الأصداء التي تصل عن الدراسة عن بعد من خلال الاستراتيجية التي وضعتها الوزارة طيبة وإيجابية. إذ أن المؤسسات التعليمية أنشأت خلايا لليقظة ووضعت برامج، بتنسيق مع جمعيات الآباء. وهكذا يتم التواصل عبر أقسام افتراضية، إضافة إلى أن بعض الأساتذة يجتهدون عبر تطبيق  واتساب، وهناك صفحات فيسبوكية ومواقع لبعض المؤسسات.

 

ولاحظ بومشكة الانخراط القوي لأغلب المؤسسات التعليمية، مشيرا إلى أن هناك بعض الإكراهات تعيق العملية في شكلها الشامل، مثل ضعف صبيب الإنترنيت وغياب الحواسيب في بيت يوجد به أكثر من تلميذ، وهذا ما يبعد في نظره بعض التلاميذ من الاستفادة من المجهودات الكبيرة التي تبذلها الوزارة، وذلك  في انتظار عودة الأمور إلى شكلها الطبيعي.

 

ومن جهتها قالت وفاء مراح، وهي أم لثلاثة تلاميذ، إن  دور الأسرة تضاعف في تعليم الأبناء خلال هذه الظرفية الاستثنائية، بوصفها الجهة المشرفة بشكل مباشر على التلميذ داخل البيت أثناء تلقيه الدروس عن بعد، ما يجعل الأسرة هي العامل الأكثر تأثيراً في نجاح هذه العملية طوال فترة حالة الطوارئ الصحية.

 

وهو رأي تبناه علي فناش، نائب رئيس الفيدرالية الوطنية لجمعيات آباء وأولياء التلاميذ بالمغرب، بالقول: إن الأسرة تضطلع بدور محوري في هذه الظرفية الاستثنائية التي نعيشها، عوض الاتكال على الدولة فقط"؛ متابعا أن الظروف المنزلية الراهنة تتسم بالتوتر وتداول أخبار الفيروس والوفيات، ما ينعكس على سلوك التلاميذ.

 

وأضاف فناش، أن الأسر مدعوة إلى تدعيم التعليم عن بعد عبر توفير الظروف المناسبة لاستمرار عملية التعلم، وذلك بتخصيص غرفة أو فضاء معين يتوفر على حاسوب ومختلف الأدوات التي قد يحتاجها التلميذ، مع وضع برنامج يومي يتوزع بين الدراسة واللعب...

 

وأوضح إبراهيم أديف، مدير مدرسة النجاح الخاصة بالتعليم الأولي، أن المؤسسة حرصت على مواكبة حتى تلاميذ هذه الفئة وعدم حرمانهم من التعليم عن بعد عبر برامج بسيطة ومفيدة؛ مشيرا إلى أنه بالموازاة مع التدابير الحكومية المتخذة لإنجاح عملية التعلم عن بعد، لابد من انخراط الأسر وكل القطاعات التي لها ارتباط بالتعليم، مضيفا أن الظروف الحالية قد تؤثر سلبا على التعلم عن قرب أو عن بعد إذا لم يتم تدبيرها بشكل فعال من قبل الأسر.

 

ويرى محمد الواقدي، أستاذ بالتعليم الثانوي، أن بث الدروس على التلفزيون وعلى مواقع المؤسسات التعليمية يقدم المستوى الحقيقي لرجل التعليم في الشرح والتفسير والتواصل ومدى تمكنه من المادة التي يشرف على تدريسها.

 

وقال محمد متوكل، مفتش سابق ومتقاعد بوزارة التعليم، بأنه كان على الوزارة أن تتوقع مثل هذا الطارئ، وتدرب الأساتذة والمؤطرين على طرق التدريس عن بعد قبل وقوع الأزمة، في إطار التكوين المستمر.

 

وعن الاستعانة بالقنوات، قال إنها حل مؤقت يتم من خلاله بث المقررات الدراسية على شاشة التلفزيون، دون أن تكون على التلاميذ أية مراقبة ولا يمكن ضبط الحضور ولا المتابعة ولا التركيز.. كما لا يمكن تكليفهم بإنجاز الفروض والتمارين.

 

وأكد عبد الكريم شكير، أستاذ وفاعل جمعوي بمنطقة دكالة، أنه لا يمكن الحديث عن الدراسة عن بعد بالعالم القروي الذي لا تتوفر بمعظمه شبكات للأنترنت، كما لا يمكن الحديث عن تكافؤ الفرص بين تلاميذ القرى والمدن، وحتى داخل المدن نفسها بين تلاميذ مؤسسات التعليم الخصوصي والعمومي؛ مشددا على أن هذه التفاوتات كانت حاصلة حتى قبل ظهور فيروس كورونا.

 

وعبر عدد من التلاميذ في مستويات مختلفة عن بعض الملاحظات بخصوص التعليم عن بعد، منها عدم تكسير الدروس بفترات استراحة، إضافة إلى ضعف الشبكة العنكبوتية؛ داعين شركات الاتصالات كي تتدخل لرفع صبيب الأنترنت، والاستعداد لوقوع الضغط وتفادي المشاكل التقنية.