يدعو الحاج شفيق، منسق حزب الاستقلال بأوروبا إلى ضرورة التدخل العاجل من طرف وزارة الخارجية المغربية لضمان عودة المغاربة العالقين بأوروبا، مشيرا بأن صبر المغاربة العالقين بدأ ينفذ بعد طرقهم للعديد من الأبواب، مقترحا إخضاع العائدين لأرض الوطن للحجر الصحي من طرف السلطات الصحية إلى جانب تدابير أخرى لضمان خلوهم من فيروس كورونا المستجد، وضمنها قياس درجة حرارتهم قبل ركوبهم الطائرة وولوجهم للمطارات، مؤكدا بأن وضعيتهم الاجتماعية والنفسية جد متدهورة خصوصا مع إغلاق الفنادق بفرنسا.
كيف تنظرون إلى معاناة المغاربة العالقين في أوروبا، ولماذا لم يتدخل المغرب لحل هذه الأزمة مقارنة مع دول أخرى التي برمجت رحلات جوية خاصة لضمان عودة مواطنيها العالقين، مثل فرنسا ؟
لابد من الإشارة أولا أن وزارة الخارجية الفرنسية أبدت تفهمها لأزمة هؤلاء، وعبرت عن استعدادها لحل المشكل وضمان عودة هؤلاء، مضيفة بأن إغلاق المغرب لحدوده يقف حاجزا أمام أي حل.
ولماذا لا تخصص طائرة خاصة تضمن عودة هؤلاء إلى المغرب ؟
المشكل يكمن في إغلاق الحدود من طرف المغرب علما أن السلطات الفرنسية تبدي تفهمها للمعاناة التي يعيشها هؤلاء، فالفنادق الآن تغلق بفرنسا بسبب قلة الزبناء، وقد وجدت القنصليات المغربية نفسها في مواجهة مشكل كبير بسبب إغلاق الفنادق، وهو ما اضطرها إلى اكتراء منازل لإيواء المغاربة العالقين بفرنسا، علما أنه من الصعب العثور على منازل للإيجار في هذا الوقت..
وكم عدد المغاربة العالقين بفرنسا ؟
يقال إن عددهم يصل إلى 4000 شخص، ومن الصعب الحديث عن رقم مضبوط لهؤلاء علما أن بعض المغاربة العالقين قدموا عدة تصريحات لمختلف القنصليات، بالإضافة إلى السفارة، حيث حاول بعض العالقين استغلال الوضع بحثا عن الحصول على الدعم من جهات مختلفة، لهذا أعتقد أن الرقم لن يتعدى 3000 شخص بفرنسا، بالمقابل التقيت مع أشخاص آخرين أكدوا استعدادهم لأداء تذكرة الطائرة، علما أن معظم شركات الطيران أعادت إليهم قيمة تذاكر العودة إلى المغرب بعد إغلاق الحدود، كما اقترحوا إخضاعهم للحجر الصحي بعد عودتهم إلى المغرب داخل فندق أو مؤسسة لمدة 14 يوم إلى حين ثبوت خلوهم من فيروس كورونا المستجد، بل أكثر من ذلك عبروا عن استعدادهم لأداء مصاريف الإيواء في حالة إخضاعهم للحجر الصحي داخل فندق.
ربما تخوف السلطات من إمكانية حملهم للفيروس هو الذي يعيق إيجاد تسوية للمشكل ؟
أعتقد أنه مع فرض إجبارية ارتداء الكمامات يعد أمرا ايجابيا لمواجهة تفشي فيروس كورونا، كما يمكن للسلطات الاستعانة بالأطر الطبية لمرافقة المغاربة العائدين على متن الطائرة، وقياس درجة حرارتهم قبل ولوجهم للطائرة، وأيضا قبل ولوج أي مطار سواء في فرنسا أو المغرب.
من المعلوم أن فرنسا تضم عدد هام من جمعيات المهاجرين المغاربة، فكيف تقيمون فعاليتها ووقعها في إيجاد تسوية ترضي المغاربة العالقين ؟
لابد من التأكيد أن دور جمعيات المهاجرين المغاربة بفرنسا كان لها دور حاسم في هذا الملف، ولولا وجودها إلى جانب بعض المتطوعين لما تمكنت مختلف القنصليات من حلحلة الملف، علما أن بعض القناصلة المغاربة تعد تجربتهم بأوروبا جد حديثة، كما لا ينبغي أن ننسى الدور الذي قام به بعض المهاجرين المغاربة في عدد من الفرنسية، والذين قدموا دعما ماليا مهما لفائدة المغاربة العالقين يتراوح مابين 20 و 30 ألف درهم، ومنهم من تكفل بأداء مصاريف الإيواء بالفنادق الخ..ولحسن حظ المغاربة العالقين بفرنسا أن هناك عدد هام من جمعيات المهاجرين المغاربة.
وأعتقد أن حل الملف بيد وزارة الخارجية المغربية، علما أن إيواء حوالي 3000 من المغاربة العالقين يكلف الدولة ميزانية كبيرة، اذا ما قورنت بتكلفة عودتهم عبر الطائرة والتي تتراوح لدى بعض الشركات مابين 10 و 20 أورو، وقد تصل إلى 100 أورو، مع ضرورة الإشارة إلى أن عدد هام منهم يؤكدون استعدادهم لأداء مبلغ 100 أورو كثمن لتذكرة عودتهم عبر الطائرة من فرنسا، علما أن منهم من ترك أبنائه الصغار في المغرب وظل عالقا بفرنسا للأسبوع الثالث على التوالي، وهم الآن يترقبون بعد نفاذ صبرهم وبعد طرقهم للعديد من الأبواب صدور التعليمات من صاحب الجلالة، فهي الكفيلة في نظرهم بتمكينهم من العودة إلى بلدهم بعد فشل السفارة والقنصليات والحكومة في ضمان عودتهم للمغرب، علما أنهم يعانون من أوضاع نفسية واجتماعية جد مزرية، خصوصا بعد إغلاق الفنادق بفرنسا.