هذا هو برنامج مصالحة الذي غادر بفضله 40 نزيلا سجون القنيطرة وفاس..

هذا هو برنامج مصالحة الذي غادر بفضله 40 نزيلا سجون القنيطرة وفاس.. نزلاء يؤدون الصلاة بمسجد السجن المركزي للقنيطرة
الإدريسي هو واحد من 40 نزيلا استفادوا من برنامج مصالحة والنتيجة هي العفو الملكي الذي شملهم أمس الأحد 5 أبريل 2020، لم يخف الإدريسي فرحته بهذا العفو وهو يتحدث إعلاميا، عن تجربته في مراجعة افكاره المتطرفة، من خلال مشاركته في برنامج مصالحة الذي وضعته المندوبية العامة لإدارة السجون، قصد تأهيل السجناء في قضايا الإرهاب والتطرف لتهييئهم للإدماج بنشر ثقافة التسامح ومحاربة التطرف العنيف داخل السجون، اعتمادا على مواردها الذاتية، وبتعاون مع الرابطة المحمدية للعلماء، والمجلس الوطني لحقوق الإنسان، وخبراء مختصين.
زيدان الإدريسي الذي كان يعتبر زعيم ومنظر خلية متطرفة تتكون من 18 متهما، في ما يعرف بخلية العريف السابق بالجيش الإسباني "جمال كلاديمير"، الحامل للجنسية الإسبانية، أدين سنة 2015 ب 10 سنوات سجنا، بتهم تتعلق بالإرهاب والتطرف.. وكان عليه انتظار نصف العقوبة كي يثبت مراجعته لأفكاره المتطرفة ليدرج اسمه ضمن المستفيدين من العفو الملكي.
دخل زيدان سجن فاس وهو الطالب الجامعي بكلية الشريعة بفاس، منظرا جهاديا، ليخرج منه شخصا معتدلا فكريا مؤلفا لكتاب تحت عنوان "مبادئ التعرف في تفكيك خطاب التطرف".
ويصف الإدريسي برنامج مصالحة بأنه فتح نظره الضيق للشرع والحياة، وبقدر ما كانت المرحلة السجنية فيها الكثير من الآلام، فقد كانت في نهايتها بارقة أمل وخير، حسب تعبيره.
ويرتكز برنامج مصالحة حول ثلاث محاور أساسية وهي كالتالي: المصالحة مع الذات، والمصالحة مع النص الديني، والمصالحة مع المجتمع، وقد تمت بلورة هذه المحاور من منطلق إدراك المندوبية العامة العميق لأهمية تأمين شروط إعادة إدماج شريحة المدانين في قضايا الإرهاب والتطرف بالمؤسسات السجنية، والتي تحتاج إلى مقاربة علمية مبدعة تتكامل مع الجهود المتعددة الابعاد والمبذولة في مجال مكافحة الإرهاب والتطرّف وحماية المجتمع المغربي من آفاته المبنية على الاستباقية  الأمنية والتحصين الروحي ومحاربة الهشاشة.
وحسب مصادر "أنفاس بريس"، فإن عدد المستفيدين من العفو الملكي ضمن برنامج "مصالحة"، الذي تم اعتماده معيارا من بين معايير العفو الملكي، ما مجموعه 40 نزيلا، قرابة الثلث من السجن المركزي بالقنيطرة، وبعده السجن المحلي راس الماء بفاس.
وحسب نفس المصادر، فإن البرنامج الذي تم إطلاقه سنة 2017، حقق نتائج محققة ظهرت في سلوك المستفيدين وفكرهم، وكانت لهم حظوة العفو الملكي الذي بلغ 36 مستفيدا، منهم من استفاد من العفو مما تبقى من العقوبة، وكذا تخفيضها.
ولأن النساء شقائق الرجال في الحقوق والواجبات وكذا الأفكار، فقد سبق لـ 10 نزيلات ضمن قضايا الإرهاب أن استفدن من العفو الملكي بعد أن حققن المصالحة مع ذواتهن ودينهن ومجتمعهن.