تم الإعلان أكثر من مرة عن نية إقرار قوانين لتسوية أوضاع المهاجرين غير الشرعيين قبل فيروس كورونا...خاصة بعد استقالة سالفيني كوزير الداخلية ونائب لرئيس الحكومة الايطالية من منصبه، لتعرف ايطاليا حكومة جديدة بدخول الحزب الديمقراطي في الحكومة بالتحالف مع حركة خمسة نجوم..ولترتفع معها آمال المهاجرين غير الشرعيين بإعلان عن قانون تسوية وضعيتهم في أقرب الآجال...
فالقول اليوم، بوجود مئات الآلاف من المهاجرين غير الشرعيين بايطاليا وبغيرها من الدول الأوروبية ليس بقول جديد..لكن فيروس كورونا فرض قواعده على ترتيبات تلك الدول في موضوع الهجرة والمهاجرين بصفة عامة.
ففي الوقت الذي أعلنت فيه البرتغال -مثلا- عن تسوية أوضاع المهاجرين السريين لديها...هناك أصوات أخرى من اسبانيا تسير في نفس النهج...بمعنى أن المسألة في ايطاليا هي مسألة توقيت فقط...
تيريزا بيلانوفا، وزيرة السياسات الفلاحية الايطالية، صرحت يوم الاثنين 6 أبريل 2020، على أمواج راديو ايطالي، بأن ايطاليا تحتاج إلى المهاجرين وليس العكس...وقد جاء كلامها هذا في وقت إقرار يعرف ما سمي "بالممر الأخضر " الخاص بعمال الفلاحة من أوروبا الشرقية، صعوبات كبيرة وعدم رغبة حوالي 170 ألف عامل فلاحي من أوروبا الشرقية وحدها الالتحاق بالحقول والضيعات الايطالية في زمن كورونا، رغم التطمينات الصحية المقدمة لهم، مما يعرض 40% من المنتوج الفلاحي الايطالي للإتلاف..وهو ما جعل كونفدرالية المزارعين بايطاليا تدق ناقوس الخطر..خاصة وأن إجراءات " الممر الأخضر " لم تقنع العمال الموسميين خاصة من أوروبا الشرقية بالالتحاق بالضيعات والشركات الفلاحية بايطاليا...مما يفتح مجال توقع الإعلان عن إقرار قانون لتسوية وضعية المهاجرين السريين لتعويض غياب العمال والموسميين بفعل إجراءات الحجر الصحي...
لكن هذه التسوية يجب أن لا تكون على حساب كرامة المهاجرين السريين خاصة في أوضاع فيروس كورونا وأيضا مشاكل العمل الفلاحي الموسمي وخاصة تدني الأجور وأوضاع " الغيتوهات " وتفشي عقلية " الكابورال " خاصة في مجال تشغيل الموسميين...وهو ما كان موضوعا الجدل إعلامي وحقوقي كبير منذ مدة ليست بالقليلة...
فهل سيعلن الآن عن قانون تسوية المهاجرين غير الشرعيين لإنقاذ الموسم الفلاحي ومعه الأمن الغذائي في ظل قانون الحجر الصحي...أم سننتظر فترة ما بعد كورونا لتعوض اليد العاملة وتدعيم الاقتصاد الوطني؟