بوعزة كريم: كورونا يهزم العالم ويكشف مدى تضامن أفراد المجتمع الواحد من عدمه...

بوعزة كريم: كورونا يهزم العالم ويكشف مدى تضامن أفراد المجتمع الواحد من عدمه... بوعزة كريم

إن أي بلد يعيش أزمة ما -فيروس كورونا نموذجا- يحتاج أفراد مجتمعه إلى طرح سؤال جماعي: كيف يمكن أن نخلص أنفسنا وبلادنا من تداعيات الأزمة؟

 

إن الجواب عن هذا التساؤل يتطلب من الجميع أفرادا ومؤسسات، سواء أكانت عمومية أو خصوصية، ارتداء نفس البدلة والتجند لمواجهة كل التحديات القادمة، عبر إعلان التضامن الاجتماعي او الميكانيكي la solidarité mécanique، بلغة أخرى نحتاج إلى الوطنية المكتملة، كما أن السياسات الاستباقية لمتخذي القرار تصبح في مثل هكذا أزمات واجبة وحاسمة وأن أي تأخر في ذلك قد يؤدي إلى نتائج وخيمة...

 

وفي هذا السياق، فالوعي بالأمر الواقع لا يحتاج إلى الاستسلام وانتظار عامل الزمن، بل يتطلب بالدرجة الأولى، جرأة عالية من المسؤولية على قول الحقيقة- خطاب رئيس الوزراء البريطاني كان أكثر وضوحا عندما حاول تهيئة الرأي العام البريطاني للأسوأ من خلال دعوة مواطنيه للاستعداد لفقدان أحباء (...)- والتصدي إلى كل السلوكات التي من شأنها خلق أزمات أخرى -المساس بجيوب المواطنات والمواطنين- كما أن الاخطار بالحالات المشكوك فيها واعتقالها بالقوة إذا اقتضت الضرورة ليس شططا مادام الأمر يستدعي انقاذ فئات مهمة من المجتمع...

 

وتبقى طريقة التعامل مع الأزمة أمر في غاية الأهمية، فنشر الأخبار الزائفة على مواقع التواصل الاجتماعي والجرائد المكتوبة والالكترونية، والتعامل بسخرية مع الأمور، ومحاولة زعزعة العامل النفسي لدى أفراد المجتمع، واحتكار السلع بغرض رفع ثمنها والمضاربة فيها... إلخ، كلها أشياء تساهم في استفحال الأزمة ومضاعفتها، فالمرحلة تستدعي التضامن كل حسب استطاعته لتخليص البلاد من الكارثة خاصة في ظل تأخر التساقطات المطرية والتنبؤ بفشل الموسم الفلاحي...