في إطار الظرفية الحالية التي يعرفها العالم، في خضم الحرب ضد وباء فيروس كورونا، اتصلت "أنفاس بريس"، بعبد الله شفعاوي، أستاذ جامعي، من أفراد الجالية المغربية بالديار الكندية، وأجرت معه حوارا سلط فيه الضوء على بعض ما تعيشه الجالية المغربية في ظل هذه الجائحة...
+ كيف تعيش الجالية المغربية بكندا ظرفية وباء كورونا؟
- تستخدم كندا الشكل الفدرالي لحكومة ديمقراطية، والتي تجمع معا عددا من المجتمعات السياسية المختلفة في حكومة مشتركة لأغراض متبادلة، وتفصل الحكومات الإقليمية للاحتياجات المحددة في كل منطقة.
يأخذ هذا الشكل من الحكومة بعين الاعتبار الواقع الجغرافي الكندي، والتنوع في ثقافات مجتمعاتها وتراثها الثنائي القانوني واللغوي؛ وهكذا يمكن القول بأنه لدى كندا ثلاثة مستويات من الحكومة: فيدرالي، مقاطعات ومناطق، يعني بلدي محلي وإقليمي.
وبخصوص الظرفية الحالية التي تعيشها كندا في خضم وباء فيروس كورونا، التي توجد بها جالية مغربية يفوق عددها 100 ألف فرد، فلقد تم الإبلاغ عن 9017 حالة من سكان هذا البلد، بما في ذلك 105 حالة وفاة إلى يوم 1 أبريل 2020، ومعدل الوفيات الإجمالي 1.2٪ بعدما تم اختبار 250005 شخص لـ COVID-19، وهو ما يتوافق مع 6650 اختبار لكل مليون شخص. نتائج الاختبار إيجابية بنسبة 3.7٪.
وفيما يخص الطلبة المغاربة المقيمين بكندا، فإن الجامعات اتخذت كل التدابير اللازمة لمتابعة حالتهم، بعدما قررت غلق الحرم الجامعي؛ كما أن بعض المتاجر، والتي باتت في أمس الحاجة إليها في هذه الظرفية، فقد فتحت أبوابها لتوظيف اليد العاملة بما فيها الجاليات الموجودة بها. كما أن الوزير الأول لكندا "جوستان تريدو" التزم بأن البلد ستتكفل بكل من هو موجود على أرض كندا، فضلا عن أن كل "البنوك الكندية الاجتماعية" توزع مواد متنوعة من التغذية إلى كل من هو في حاجة إليها.
وللإشارة، فإن عدد الطلبة والطالبات المغاربة يصل إلى 3000 بجهة كيبيك؛ ثم إن قنصلية وسفارة المملكة المغربية قامت كل منهما بنشر إعلان تحثان فيه الجالبة المغربية الاتصال بمصالحها عند الحاجة، وهي على استعداد لتقديم الدعم لمن يحتاجه.
+ ما هي التدابير التي اتخذتها كندا للحد من تفشي الفيروس؟
- عند ظهور هذا الوباء، سارعت الحكومة ووسائل الإعلام بتوعية المواطنين عن وباء COVID-19 الجديد وغير المتوقع، والذي قد يؤدي إلى زعزعة الاستقرار؛ علاوة على ما يسببه من شعور بفقدان السيطرة والحزن والتوتر والارتباك والخوف والقلق. وهكذا، بعد ظهور الحالات الأولى، استبقت الحكومة الكندية بإغلاق المدارس وتحضير المستلزمات الطبية والكشف المبكر للمواطنين بالمستشفيات والمصحات على حدة. كما أبلغت المواطنين المقيمين خارج الوطن والمسافرين أن يعودوا إلى منازلهم. ووفرت لهم وسائل النقل، بعدما رتبت ذلك مع الدول التي أغلقت حدودها للدخول والخروج. وبدأت في تطبيق الحجر الصحي لغير المصابين، في بيوتهم لمدة 14 يوما والحجر الصحي بالمستشفيات للمصابين حتى الشفاء.
والجدير بالذكر أن المواطنين طبقوا التعليمات، ومكثوا بمنازلهم.. في الوقت الحالي، فإن حقيقة تعاون المواطنين على نطاق واسع مع الشرطة كان لافتا، وذلك بمساعدتهم على تطبيق التوجيهات الجديدة والأكثر صرامة، وهو ما يوضح مدى وعي الناس وتقديرهم لخطورة هذا الوباء وتهديده للصحة العامة. في حين يبدو أن تدابير الصحة العامة الحكومية الأخيرة تستند إلى بيانات علمية صلبة، والكل في كامل اليقظة لضمان استمرار القرارات المتخذة في هذا الشأن، على أساس من الواقعية والعلم. كما أنه في أوقات العزلة هذه، من الضروري أن يبقى الناس على تواصل مجتمعي، والبقاء على اطلاع دائم بالمستجدات. وفي هذا الإطار يساهم الجميع في وسائل الاتصال الخاصة بهم: الهواتف الذكية والمواقع الاجتماعية والأنترنيت الذي له صبيب جد عال ولا ينقطع أبدا على الصعيد الترابي الشاسع جدا.