اشهد أيها التاريخ.. أول جمعة سوداء بمساجد موصدة وبلا مذاق لبن رطب ولا لذة كسكس!!

اشهد أيها التاريخ.. أول جمعة سوداء بمساجد موصدة وبلا مذاق لبن رطب ولا لذة كسكس!! كورونا أغلق "بوّابات" المساجد وفتح "بوّابات" المستشفيات
اشهد أيها التاريخ..
أول جمعة (27 مارس 2020) في شهر شعبان، هو يوم "أسود" لم ترفع فيه إقامة صلاة الجمعة، بسبب جائحة كورونا. ستظل هذه الجمعة موشومة في الذاكرة، ذاكرة المغاربة على الأقلّ.
الآلاف من أبواب المساجد موصدة ولا تسمع إلا أصوات المآذن للإعلان عن مواقيت الصلوات الخمس. 
اشهد أيها التاريخ..
لن نشرب في أول جمعة من شعبان لبنا ولن نتجمع حول "قصرية" كسكس. حالة الطوارئ الصحية المفروضة أرغمت الجميع على الاعتصام بمنازلهم. لن "يتسلل" في هذا اليوم بعض الموظفين بالإدارات العمومية من مكاتبهم باكرا، حتى الذين لا يصلّون يغادرون مكاتبهم في يوم الجمعة "المقدّس" الذي تؤمر فيه الصلاة بالمساجد وترك البيع والشراء!!
اشهد أيها التاريخ…
كورونا أغلق "بوّابات" المساجد وفتح "بوّابات" المستشفيات على مصراعيها. 
"الإمام" يتعبْد من بيته، و"الطبيب" يتعبّد من بين أسرّة المرضى.. وهو درس "ربّاني" بليغ الدلالة.. لنعلم بأنّ الدّين لا يتجزّأ ولا يختزل في التنسّك بالمساجد، وبناء بيوت الله، بل حتى بناء المستشفيات من أعمال البرّ والإحسان، فهي أيضا من بيوت الله الذي يتضرّع فيها المرضى بالدعاء بأسماء الله الحسنى لطلب الشفاء.
اشهد أيها التاريخ..
في هذا اليوم، وزمن وباء كورونا يحصد الأخضر واليابس، اختلّت جميع الموازين.
فلنستفد من الدروس على الأقلّ!!