اليوسفية: قائدة تطلب من"شوافة" الدخول لبيتها أو تقرأ فنجان "كورونا" للحد من انتشاره

اليوسفية: قائدة تطلب من"شوافة" الدخول لبيتها أو تقرأ فنجان "كورونا" للحد من انتشاره قائدة اليوسفية في ساحة الميدان باليوسفية
رغم الضغط التواصلي والذهني والمعنوي الذي يمارس على المسؤولين بسلك السلطات العمومية بمختلف رتبهم الإدارية والأمنية والوقائية، ورغم العياء والإرهاق الذي يأخذ من أجسادهم مأخذا بسبب سباق المسافات، والتفكير في الإجابة ومعالجة راهن الأسئلة التي تعترضهم كل حين في أداء واجبهم الوطني لمحاصرة وتطويق جائحة كورونا...
رغم ذلك تجدهم منذ الساعات الأولى من النهار، واقفين منتصبي القامة في مشيهم، وتجوالهم بلباسهم العسكري الذي يوحي بأن الأمر جلل ويتطلب حزما وصرامة في التعاطي مع مستجدات حربهم على الجائحة...  يد تدون الملاحظات وأخرى تمسك بالهواتف الناقلة لتجيب عن نداء من الجهة الأخرى، وحوارات مركزة مع أشخاص لهم مآرب أخرى وعين على الشارع وحركة التجوال في زمن إعلان قرار حالة الطوارئ الصحية.
رغم ذلك تنفلت من حين لآخر ردود فعل جميلة من هذا المسؤول أو تلك المسئولة، يتقاسم وقعها الاجتماعي سكان مدينة اليوسفية في حكيهم اليومي على موائد الوجبات الغذائية .
حكاية اليوم واقعية، تتعلق بردة فعل قائدة الملحقة الإدارية الثالثة بمدينة اليوسفية، التي تنتصر لحماية ساكنة رقعتها الترابية من الإصابة بجائحة كورونا لتبقى معنويات المواطنين مرتفعة من خلال تسجيل صفر إصابة بكورونا، وتصر على تطبيق قوانين حالة الطوارئ بتجوالها رفقة مكونات دورية الاستطلاع والحماية.
في الوقت الذي كانت فيه القائدة تتجول وتسترق السمع من هنا وهناك، وتتبع أزيز إغلاق أبواب النوافذ والمنازل بأزقة أحد الأحياء الهامشية (حي السلام) التابع لنفوذ ترابها الإداري باليوسفية، فإذا بها تضبط امرأة ليست كسائر النساء، تخرج بنصف جسدها لمتابعة الوضع واستكشافه بعيونها الجاحظة، تتلصص على المارة وتختلس النظر بدقة وكأنها تترقب شيئا ما.
"أدخلي يا للالة وسدي عليك باب دارك، واش ما سمعتيناش آش كنقولوا...يالله اللالة تحركي" تقول قائدة الملحقة الإدارية الثالثة باليوسفية موجهة كلامها لتلك المرأة المشبوهة.
ترددت السيدة في الدخول للبيت وبقيت متسمرة على طرف الباب، وكأنها لا تبالي بكلام المسئولة. هنا تدخل أحد أعوان السلطة المرافق لها وهمس للقائدة في أذنها قائلا: " إنها عرافة (شوافة) سيدتي القائدة"
فما كان من المسؤولة الأولى بالملحقة لإدارية الثالثة إلا أن توجهت لها بالقول: "ماشفتيش هاذ المرض فين كاين باش نحبسو هاذ الروينا كاملة ونخليوك تخرجي؟".
وأضافت بسخرية جميلة " شوفي لينا لالة الشوافة غير هاذ كورونا فين كاين. خلينا نحدو منو... ونتهناو.. ونمشيو نريحو في ديورنا... وخرجي أنت دوري مع راسك ..سيري سد عليك دارك الله يهديك".
معنى ذلك أن مغرب اليوم في حاجة ماسة للعقل والعلم والطب الحديث ولا مجال لأصحاب الرقية والشعوذة والدجل والتخلف.
اتركوا العقل المغربي الذكي يشتغل أيها الدجالون والمشعوذون.