الحبيب حكيم: رجاء أخبرونا بمصير جثامين أربعة مغاربة ماتوا في المهجر..

الحبيب حكيم: رجاء أخبرونا بمصير جثامين أربعة مغاربة ماتوا في المهجر.. الحبيب حكيم في صورة تركيبية مع تابوت أحد الجثامين

ما زالت جثامين 4 مغاربة من أفراد الجالية المغربية عالقة بتركيا، وتتساءل عائلاتها عن مصيرها المجهول، بعدما أغلق المغرب حدوده، في إطار التدابير الوقائية المتخذة للحد من انتشار فيروس كورونا كوفيد19.

"أنفاس بريس" اتصلت في هذا الإطار، بالحبيب حكيم، من لفقيه بنصالح، ابن سيدة توفيت بإيطاليا، وتنتظر أسرتها بحرقة تسلم جثمانها، من أجل دفنها بالمغرب؛ وأجرت معه الحوار التالي:

 

+ ما الذي وقع بالضبط؟ وما هي الصعوبة التي وجدتها في تسلم جثمان والدتك التي توفيت بإيطاليا؟

- جثمان والدتي هو من بين جثامين أربعة مواطنين مغاربة آخرين من لفقيه بنصالح وخريبكة والدار البيضاء، توفوا في ديار المهجر. وأود أن أوضح هنا كشهادة، للرد على ما يروج خطأ، بأن وكالة الأسفار المكلفة بنقل الجثامين إلى أرض المغرب لم تخرق القانون، ولا نلومها، لأنها اتبعت المسطرة دون تقصير، سواء بالنسبة لجثتين من إيطاليا، ضمنها والدتي، وجثة من فرنسا، وجثة رابعة من بريطانيا، وقد تكلفت بها أصلا القنصلية المغربية بلندن، ولا يمكن لهذه الأخيرة أن تقع في الخطأ.. وبالتالي فما وقع هو أننا كأسر للجثامين الأربعة قمنا بجميع المحاولات كي تصل نعوشها، سواء عبر الرحلات العادية  إلى مطار محمد الخامس، أو عبر البر؛ لكننا وجدنا صعوبة أمام  تطبيق تدبير إغلاق الحدود.. فكان الحل الأخير الذي تم باتفاق بيننا ووكالة الأسفار، هو نقل الجثامين إلى تركيا، ثم بعدها إلى مطار محمد الخامس، عبر الخطوط الجوية التركية، ضمن رحلة خاصة بـ "السلع".

 

+ هل نجحت هذه العملية؟

- للأسف لم تنجح، فرغم أننا أدينا كل الواجبات للوكالة، وقمنا بالإجراءات اللازمة، وتسلمنا حق المرور بالنسبة الجثامين؛ إلا أنه عندما جئنا إلى مطار محمد الخامس يوم الاثنين 23 مارس 2020 لاستلامها، تفاجأنا، بعد ترقب مقلق وطول انتظار بمنطقة الشحن حيث تسلم السلع، برفض قاطع لدخول النعوش! بدعوى أن هذا القرار قرار سيادي صارم اتخذ في إطار الحد من انتشار وباء الكورونا. وأكد لنا ذلك، بعد احتجاجنا، مسؤول بالخطوط الملكية الجوية الذي قال، إن قرار عدم نزول نعوش الجثامين حسمت فيه لجنة مكونة من الدرك الملكي ووزارة الصحة، وبالتالي صدر الأمر بإرجاع النعوش إلى تركيا.

 

+ وماذا فعلتم بعد ذلك؟

- لقد استغربت شخصيا للأمر، خاصة ونحن نتوفر، بالنسبة لجثمان والدتي والسيدة الأخرى، على حق المرور، مسلم من القنصلية المغربية بميلانو، بل ونتوفر كذلك على جميع الأوراق المتعلقة بوفاتها والمرض الذي كانت تعاني منه، وهو مرض التليف الرئوي، لا علاقة له بالوباء إطلاقا، وكذلك الشأن بالنسبة للسيدة الأخرى التي ماتت بسبب السرطان.

فنحن اليوم في دوامة وفي حيرة، نتصل باستمرار بجميع الجهات، من وزارة الخارجية ووزارة الجالية، وغيرهما، دون الحصول على جواب حول مصير الجثامين، وهل سترجعها تركيا إلى البلاد التي جاءت منها.. كل الأبواب مغلقة، والأمور مبهمة، ولا ندري هل ما زالت الجثامين في تركيا فعلا؟ أم تم دفنها، أم إحراقها؟ الله أعلم.