تسكن بمدينة تريانوفا جهة كلابيريا لأزيد من ثلاثين سنة، تطوعت مجانا لخدمة مواطني هذا البلد، حيث حولت غرفتها إلى ورش لخياطة الأقنعة الطبية للوقاية من فيروس كورونا، وأصبح منتوجها يوزع على المستشفيات بواسطة طبيبة إيطالية، والتي عرضت عليها هذه المبادرة، وأخبرتها أنهم يقومون بتوزيع المنتوجات على رجال الأمن والدرك والأطباء والممرضين والممرضات.
تقضي مليكة يسري يومها كله في خياطة الأقنعة الوقائية، وهي جد فخورة بذلك؛ وتعتبره عملا خيريا إحسانيا، حيث مباشرة بعد صلاة الفجر تبدأ عملها دون توقف، باستثناء وجبات الأكل.
مليكة تعتبر ما تقوم به واجبا إنسانيا واحسانيا وخيريا، فالشعب الإيطالي يستحق كل تضحية، إذ إنها تقول بأنه شعب متحضر، وشعب الكرم والجود؛ وهي جد فخورة بإسدائها هذا العمل كمغربية، للتضامن مع شعب بلدها الثاني.
وتمنت هذه المرأة، التي تعتبر أحسن سفيرة للمغرب بديار المهجر، لو كانت ببلدها الأصلي، لحولت منزلها لورشة الخياطة، وتجلب عاملات الخياطة وتخيط أقنعة الوقاية من الفيروس، وتوزعها مجانا على المستشفيات والمواطنين.
نتمنى أن يكون الإيطاليون قد أحسوا بحب المغاربة والعرب والمسلمين لهم، ويتضامنون معهم لأنهم يعتبرون إيطاليا بلدهم الثاني، وخصوصا هذه المغربية التي تنوب عن الجميع.. فنحن المغاربة في مثل هذه الحالات ننظر للأشياء بمنظور البشرية جمعاء، ولا تطغى علينا هواجس الدين أو العرق.. ولا ننسى الجميل.