حسن برما : حان وقت إحراق المخطوطات البلهاء

حسن برما : حان وقت إحراق المخطوطات البلهاء حسن برما
حاضرا، نعيش تجربة وجودية فريدة على كل المستويات، زلزال مرعب مسح مائدة البشرية، ومحطة تاريخية مفتوحة على قيم مغايرة وقناعات غير مسبوقة، فكم سنحتاج من الوقت لتوثيق الخوف السائد من فيروس قاتل، ورغم ذلك لن نشكر كورونا والوحش الذي اخترعه، لكنه قدم لنا خدمة غير متوقعة، وجعلنا نكتشف أن الكثير من المسلمات مجرد ادعاءات جوفاء وأكاذيب تهاوت وصارت لائقة بمزبلة التاريخ.
مؤكد أنها حرب غير مسبوقة بأداة خطيرة، كل الحروب السابقة مجرد مواجهات بليدة...في حرب جرثومية زعزعت يقينيات سادت لقرون ومنعت الإنسانية عن اكتشاف قدرتها على تجاوز عباء تاريخي توارثته الشعوب عاجزة عن النجاة من فخاخ حضارة متوحشة علبت الاقتصاد والمال وجعلته إلها جبانا مريضا بداء الافتراس دون شفقة.
زلزال كورونا كوفيد 19 يدمر النظام العالمي، والبشرية جمعاء تدخل منعطفا خطيرا ومرحلة جديدة، وعالم ما بعد كورونا لن يكون كما كان قبله.
مغربيا سنتجاوز محنة كورونا، سنعتز بمنسوب الوطنية الحقة، فعلا هذه التعبئة الفعلية والجميل فينا مدعاة للفخر.. حقا، إنها نقمة في طيها نعمة ! والأطباء المغاربة تجاهلوا خرافات أدعية السجع البليد ولم ينتظروا الترخيص من فرنسا لاستعمال الكلوروكين الناجع في مقاومة كورونا.
أظهرت الجائحة بنت الحرام الكثير من الجمال المغربي المختبئ فينا، قرارات حاسمة في وقت الخطر، احترام للقرارات إلا من بعض الفلتات، وفي إطار الدعم النفسي ورفع المعنويات، وضدا في طيور الظلام وحقارة الوباء، استمر المغاربة في السخرية وتقوت لديهم موهبة وروح النكتة.
وعكس التيار الجارف، خرج الخوانجية في الشمال والعديد من المدن المغربية ليلا للتكبير وترديد اللطيف وعرضوا الناس للخطر، طبعا فقهاء وخفافيش الظلام يتوهمون المعركة المزعومة معركة وجود بين الإلحاد والإيمان المزيف، يتناسون أن المعركة الحقيقية الآن هي بين الحياة والموت.
وهاهو مطيع المجرم القاتل يعود للظهور من مكان اختبائه بانكلترا، يزرع سمومه بين قطيعه الوهابي المقيت ويقول: " استأسد الإلحاد في المغرب فصار التضرع إلى الله إرهابا "، المجرم الحقير ما زال يستفز الناس بالكلام عن الإلحاد وغيره ويتظاهر بأنه أكثرنا إيمانا وإسلاما بينما الكل يعرف أنه دمية حقيرة وسكين مسموم لمحاربة الفكر الحداثي الحر، وتأسيسا على ما قال من خرف، أقول له أيها المجرم الخبيث، إذا شئت التضرع فالزم بيتك وتضرع إلى الله كي يغفر لك عن جريمتك الدموية، الفيروس لا يفرق بين مؤمن وكافر وبين من يقول الله أكبر والآخرين، ومحبة الأوطان من الإيمان !!!
وهنا استحضر قولة دنيس ديدرو البليغة "رجال الدين قتلوا الكثير من المفكرين والفلاسفة والعلماء ولم يسجل التاريخ أن فيلسوفا أو عالما قتل رجل دين".
وللكلام بقية ...