يحيى المطواط : إيطاليا " مقبرة كورونا " الأولى في العالم

يحيى المطواط : إيطاليا " مقبرة كورونا " الأولى في العالم يحيى المطواط
كالنار في الهشيم ينتشر فيروس covid 19 بإيطاليا، أعداد المصابين تتزايد بشكل مخيف، والوفيات ارتفعت معدلاتها لتتجاوز أعداد الوفيات بالصين.
فلماذا يشتد كورونا عَلى الإيطاليين تحديدا دون غيرهم ؟ ولماذا انتشر فيروس كورونا في إيطاليا أكثر من باقي دول العالم بعد الصين ؟ وما هي أسباب انتشاره؟
هناك عدة سيناريوهات حسب المحللين.
الفرضية الأولى:
تأخر ظهور الأعراض على أوائل المصابين الذين تم اكتشافهم بإيطاليا ما جعل فيروس كورونا يأخذ وقتا أطول في الانتشار تحت جنح السرية لعدة أسابيع قبل اكتشافه، هذا السيناريو تدعمه بعض الأدلة الأولية التي تشير أن الفيروس ليس حديثا بإيطاليا، وإنما كان موجودا في منتصف يناير أي قبل أكثر من شهر من إعلان أولى الإصابات .
الفرضية الثانية :
عندما قام الأطباء بعزل الفيروس من مريض إيطالي أظهرت التحاليل المخبرية اختلافات جينية مقارنة بالسلالة الأصلية المعزولة في الصين وللسائحين الصينيين المصابين في روما، بمعنى أن كورونا إيطاليا تختلف عن تلك التي ظهرت في الصين، حسب معهد سبالنساني بروما..
فلماذا وصل إذن عدد ضحايا الفيروس هذا الرقم المخيف في إيطاليا بعد الصين .
يعتبر الشعب الإيطالي من الشعوب الأكثر كهولة إذ يشكل كبار السن نسبة مرتفعة من السكان، ووفق المعهد الوطني للصحة بإيطاليا كان متوسط عمر الذين توفوا 81 سنة، وكان كثير من المتوفين يعانون من ظروف صحية غير جيدة، واحد فقط من بين كل خمسة مصابين بفيروس كورونا تتراوح أعمارهم بين 19 و50 عاما، مما يجعل كبار السن أكثر تأثرا بالفيروس في إيطاليا .
ولمحاصرة الوباء قامت السلطات الإيطالية بعدة إجراءات وقائية مشددة في كل أنحاء إيطاليا كحركة التنقل والسفر في محاولة لكبح انتشار فيروس كورونا المستجد، وفرض الحجر الصحي على أكثر من 60 مليون مواطن وتم إغلاق البلاد بالكامل وطلبت السلطات من الناس البقاء في منازلهم، وأعلنت حظرا على التجمعات العامة وتقرر إغلاق المدارس والجامعات حتى مطلع أبريل المقبل وتعليق التظاهرات الرياضية بما فيها الدوري الإيطالي لكرة القدم .
ورغم هذه الإجراءات تخشى السلطات من أن هذه التدابير لم تكن فعالة في تحقيق النتيجة المرجوة حيث صرح رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي، أن النتائج الإيجابية ستظهر خلال أسبوعين أي ما بعد 9 مارس تاريخ الإعلان عن هذه التدابير، ومع التزايد المهول لعدد الوفيات التي فاقت الصين اضطر رئيس الحكومة إلى توجيه خطاب آخر يوم السبت 21 مارس دعا فيه كافة الإيطاليين إلى ضرورة أن يثقوا في الدولة كما أنه أعلن عن إجراءات أكثر تشددا.
فهل ستعطي هذه الإجراءات نتائج إيجابية كما وعد بذلك رئيس الحكومة في الأيام القليلة المقبلة ؟ وهل سيتراجع عدد الحالات المصابة وعدد الوفيات ؟
ذلك ما ينتظره الايطاليون ومعهم العالم خصوصا أن إيطاليا أصبحت " مقبرة كورونا " الأولى في العالم.