لماذا اشتهرت كوبا بتصدير الأطباء قبل السكر و"السيكار" ؟

لماذا اشتهرت كوبا  بتصدير الأطباء قبل السكر  و"السيكار" ؟ وفد طبي كوبي لمواجهة وباء إيبولا بليبيريا عام 2014
يعرف العالم دولة كوبا من خلال صادراتها من السكر والتبغ، إلا أن المنتوج  الأكبر المصدر الآن لدى هذا البلد الصغير الحجم هم الأطباء، فقد تمكنت كوبا على مر سنوات من بناء أحد أفضل أنظمة الخدمات الصحية في العالم على الرغم من الحصار والفقر. 
ففي كوبا،الرعاية الطبية والخدمات الصحية الحكومية كلها شاملة و مجانية؛وهذا ما يجعل أن متوسط عمر الكوبيين يتساوى مع نظيره بالولايات المتحدة الأمريكية. أما بالنسبة لوفيات الأطفال،فإنها الأقل في دول أمريكا اللاتينية. 
وفي كوبا،يتم أيضا  تدريس جميع اختصاصات الطب لـ13 ألف طالب من 124 بلدا في العالم وبالمجان.
الرئيس الكوبي السابق وقائد الثورة ورمزها فيديل كاسترو لخص كل شيء حين قال عام 2003 في خطاب شهير إن بلاده لا تخترع الأسلحة ولا الفيروسات المدمرة لحياة البشر ولكنها تكون الأطباء الذين يرفعون الألم عن البشر في جميع بقاع العالم خاصة الفقيرة منها.
كاسترو قال إن بلاده لا ترسل الطائرات لقتل الشعوب ولكنها تستثمر في البحث عن العلاجات واللقاحات  للقضاء على أعتى الأمراض وتبعث ملوك إلى المناطق البعيدة والفقيرة في العالم لمساعدة الشعوب المعوزة.
وهاهو زمن فيروس كورونا يؤكد كلام فيديل كاسترو.فقد حل بإيطاليا يوم السبت 21 مارس ووسط ترحيب كبير فريق كوبي طبي من 52 طبيباً، وذلك من أجل تقديم العون لهذا البلد الأوروبي في مكافحة وباء "كوفيد 19". 
وتوجه الفريق إلى منطقة لومبارديا الأكثر تضرراً من الفيروس في البلاد. 
وعمل 30 عضواً من أعضاء هذا الفريق بمكافحة وباء إيبولا في غرب إفريقيا عام 2014 بدعوة من منظمة الصحة العالمية.
وتشكل عائدات تصدير الأطباء  الكوبيين إلى عدد من الدول الأول أزيد من ثمانية مليارات دولار.هؤلاء الأطباء تنتدبهم الحكومة إلى دول كفنزويلا والبرازيل التي يعمل بها حوالي ثمانية آلاف  طبيب كوبي، وفق معادلة، تضمن لهم رواتبهم في كوبا، وتكاليف إقامتهم في الغربة، فيما يتم حساب الفارق لصالح كوبا مقابل النفط.
أفلا تستحق كوبا أن تكون نموذجا في الاستثمار البشري 
ووضع صحة الإنسان وتعليمه في مقدمة الأولويات؟ 
فبكوبا أيضا لا يوجد أي مواطن يشكو من الأمية.